ذكر ما جرى لرسول الله ﷺ حين قدم المدينة:
قال الزهري: نزل رسول الله. ﷺ في بني عمرو بن عوف بقباء، فأقام فيهم بضع عشرة ليلة وقال عروة: مكث بقباء ثلاث ليال، ثم ركب يوم الجمعة فمر على بني سالم فجمع بهم، وكانت أول جمعة صلاها حين قدم المدينة. ثم ركب في بني سالم قمرت الناقة حتى بركت في بني النجار على دار أبي أيوب الأنصاري فنزل عليه في سفل داره وكان أبو أيوب في العلو حتى ابتنى رسول الله. ﷺ مسجدًا ومساكنه.
عن عائشة قالت: قدم النبي. ﷺ المدينة وهي وبيئة فمرض أبو بكر فكان إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبح في رحله ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أخذته الحمى يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بوادٍ وحولي اذخِرٌ وجليل؟
وهل أرِدن يومًا مياه مجنَّة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
اللهم إلعن شيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف كما اخرجونا من مكة.
فلما رأى رسول الله ﷺ ما لقوا قال: "اللهم حبّب الينا المدينة كحبّنا مكة أو أشد، اللهم صححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها إلى الجحفة". قالت فكان المولود يولد بالجحفة فما يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى١ أخرجاه في الصحيحين.
ذكر عمومة رسول الله ﷺ:
قال ابن السائب: هم أحد عشر الحارث والزبير وأبو طالب وحمزة وأبو لهب والغيداق والمقوّم وضرار والعباس وقثم وجحل، واسم جحل المغيرة وقال غيره هم عشرة ولم يذكر قثم، وقال اسم الغيداق جحل.
ذكر عماته ﷺ:
وهن ستٌ أم حكيم وهي البيضاء وبرّة وعاتكة وصفية وأروى وأميمة، فأما صفية فأسلمت من غير خلاف، وأما عاتكة وأروى فقال محمد بن سعيد: أسلمتا وهاجرتا إلى المدينة. وقال آخرون: لم تسلم منهن إلا صفية.
ذكر أزواج النبي ﷺ:
خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم
_________
١ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة حديث ١٨٨٩. باب ١١. كراهية النبي ﷺ أن تعرى المدينة ومسلم وأحمد في المسند ٢٤١٦٩- ٢٤٢٤١.
1 / 58