ذكر أمر رسول الله ﷺ أصحابه بالهجرة إلى أرض الحبشة:
لما اظهر رسول الله. ﷺ الإسلام اظهر له المشركون له العداوة فمنعه الله بعمه أبي طالب وأمر أصحابه بالخروج إلى أرض الحبشة وقال لهم إن بها ملكًا لا يظلم الناس ببلاده فتحرزوا عنده حتى يأتيكم الله بفرج منه فهاجر جماعة واستخفى اخرون بإسلامهم وكان جملة من خرج إلى أرض الحبشة ثلاثة وثمانين رجلا وإحدى عشرة امرأة قريشة وسبع غرائب.
فلما سمعوا بمهاجر رسول الله. ﷺ إلى المدينة رجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلًا وثمان نسوة. فمات منهم رجلان بمكة، وحبس منهم سبعة، وشهد منهم بدرًا أربعة وعشرون.
فلما كانت سنة سبع من الهجرة كتب رسول الله ﷺ إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام فأسلم وكتب إليه أن يزوجه بأم حبيبة وان يبعث إليه من بقي من أصحابه ففعل. فقدموا المدينة فوجدوا رسول الله. ﷺ قد فتح خيبر.
ذكر مقدرا إقامة رسول الله ﷺ بمكة بعد النبوة:
اختلفوا في ذلك فروى ربيعة عن أنس، وأبو سلمة عن ابن عباس: أنه أقام عشر سنين. وهو قول عائشة وسعيد بن لامسيب. وروي عن ابن عباس أنه أقام خمس عشرة سنة.
عن ابن عباس قال: أقام النبي ﷺ بمكة خمس عشرة، سبع سنين يرى الضوء ويسمع الصوت، وثماني توحى إليه.
والصحيح ما أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عباس: أن النبي ﷺ أقام بمكة ثلاث عشرة سنة. ويحمل قول من قال عشر سنين على مدة إظهار النبوة؛ فإنه لما بعث استخفى ثلاث سنين، ويحمل قول من قال خمس عشرة سنة على مبدأ ما كان يرى قبل النبوة من أعلامها ﷺ.
ذكر عرض رسول الله ﷺ نفسه بالموقف على الناس لينصروه:
عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي ﷺ يعرض نفسه بالموقف ويقول: "ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشًا منعوني أن أبلغ كلام ربي" ١ رواه الترمذي وعنه قال: مكث
_________
١ صحيح: أخرجه أبو داود في كتاب السنة حديث ٤٧٣٤. باب في القرآن والترمذي في كتاب فضائل القرآن حديث ٢٩٢٥. باب ٢٤. وانظر صحيح سنن الترمذي للعلامة الألباني ﵀ حديث ٢٣٣٥.
1 / 47