أشهر، ثم خرج هو وزيد بن حارثة إلى الطائف فأقام بها شهرًا ثم رجع إلى مكة في جوار المطعم بن عدي وما زال يلقى الشدائد.
وعن عبد الله قال: ما رأيت رسول الله ﷺ دعا على قريش غير يوم واحد، فإنه كان يصلي ورهط من قريش جلوس وسلى جزور قريب منه، فقالوا من يأخذ هذا السلى فيلقيه على ظهره؟ قال فقال عقبة بن أبي معيط: أنا. فأخذه فألقاه على ظهره. فلم يزل ساجدًا حتى جاءت فاطمة صلوات الله عليها فأخذته عن ظهره، فقال رسول الله ﷺ: "اللهم عليك الملأ من قريش، اللهم عليك بعتبة بن ربيعة، اللهم عليك بشيبة بن ربيعة، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، اللهم عليك بعقبة ابن أبي معيط، اللهم عليك بأبي بن خلف أو أمية بن خلف" ١.
قال عبد الله: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعًا ثم سحبوا إلى القليب غير أبي أو أمية فإنه كان جلًا ضخمًا فتقطع أخرجاه في الصحيحين.
وعن عروة إن عائشة زوج النبي ﷺ حدثته أنها قالت للنبي ﷺ: هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال: " لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا ٢" أخرجاه في الصحيحين.
وعنه قال٣ قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون
_________
١ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب الجزية والموادعة حديث ٣١٨٥. باب ٢٠. الموادعة من غير وقت ومسلم في كتاب الجهاد والسير حديث ١٧٩٤. باب ٣٩، ٤٠. ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين.
٢ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق حديث ٣٢٣١. باب ٧. إذا قال أحدكم آمين ومسلم في كتاب الجهاد والسير حديث ١٧٩٥. باب ٣٩، ٤٠. ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين.
٣ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة حديث ٣٦٧٨. باب ٥. قول النبي صلى اله عليه وسلم: " لو كنت متخذا خليلا ٠٠٠٠٠ "وأطرافه في ٣٨٥٦، ٤٨١٥. ومسلم في كتاب الجهاد والسير حديث ١٧٩٤. باب ٣٩- ٤٠. ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين.
1 / 43