وقال أبو أروى الدوسي: رأيت الوحي ينزل على رسول الله. ﷺ وأنه على راحلته فترغو وتفتل يديها حتى أظن أن ذراعها تنفصم، وربما بركت وربما قامت موئدة يديها حتى يسرى عنه من ثقل الوحي، وأنه ليتحدر منه مثل الجُمان.
ذكر رمي الشياطين بالشهب لمبعثه ﷺ:
قال العلماء بالسيّر: رأت قريش النجوم يرمى بها بعد عشرين يوما ًمن مبعث رسول الله ﷺ.
عن ابن عباس قال: انطلق رسول الله. ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حِيلَ بين الشياطين وبين خبر السماء، وأُرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: مالكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب. قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. قال: فانطلق الذين توجّهوا نحو تِهامة إلى رسول الله ﷺ بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾ وأنزل الله على نبيه: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ﴾ ١ أخرجاه في الصحيحين.
وعنه قال: كان الجن يسمعون الوحي فيسمعون الكلمة فيزيدون عليها عشرًا فيكون ما سمعوه حقًا وما زادوه باطلًا. وكانت النجوم لا يرمى بها قبل ذلك، فلما بعث النبي. ﷺ كان أحدهم لا يقعد مقعده إلا رمي بشهاب يحرق ما أصاب. فشكوا ذلك إلى إبليس فقال: ما هذا إلا من أمر قد حدث، فبث جنوده فإذا هم بالنبي ﷺ يصلي بين جبلي نخلة فأتوه فأخبروه فقال: هذا الذي حدث في الأرض٢.
_________
١ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب التفسير حديث ٤٩٢١. باب ١. تفسير سورة: قل أوحي إلي. ومسلم في كتاب الصلاة حديث ٤٤٩. باب ٣٣. الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن والترمذي ٣٣٢٣.
٢ صحيح: أخرجه الترمذي في كتاب التفسير حديث ٣٣٢٣. باب ٧٠. ومن سورة الجن وقال هذا حديث حسن صحيح وأحمد في المسند حديث ٢٤٨٢. والطبراني في الكبير حديث ١٢٤٣١.
1 / 36