258

Сифат ас-Сафва

صفة الصفوة

Редактор

أحمد بن علي

Издатель

دار الحديث،القاهرة

Номер издания

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Место издания

مصر

الله. ﷺ فلما أتيت الباب إذا هو مجاف وسمعت خضخضة الماء وسمعت خشخشة رجل فقالت أبا هريرة كما أنت ثم فتحت الباب وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها فقالت اني أشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله فرجعت إلى رسول الله ﷺ ابكي من الفرح كما بكيت من الحزن فقلت يا رسول الله ابشر فقد استجاب الله دعاءك وقد هدى أم أبي هريرة وقلت يا رسول الله ادع الله لي ان يحببني وامي إلى عبادة المؤمنين ويحببهم إلينا فقال رسول الله ﷺ: "اللهم حبب عبيدك هذا إلى عبادك المؤمنين" فما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني أو يرى امي إلا وهو يحبني١.
وعن الاعرج قال قال أبو هريرة انكم تقولون ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله. ﷺ بهذه الأحاديث وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟
وان اصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الاسواق وان اصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها واني كنت امرأ معتكفا وكنت أكثر مجالسة رسول الله. ﷺ احضر إذا غابوا واحفظ إذا نسوا وان النبي. ﷺ حدثنا يوما فقال من يبسط ثوبه حتى افرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فانه ليس ينسى شيئا سمعه مني أبدًا فبسطت ثوبي أو قال نمرتي ثم حدثنا فقبضته إلي فوالله ما نسيت شيئا سمعته منه وايم الله لولا آية من كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدًا ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى﴾ [البقرة:١٥٩] الاية كلها أخرجاه في الصحيحين٢.
وعن مجاهد ان أبي هريرة ﵁ كان يقول الله ان كنت لاعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وان كنت لاشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على الذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ﷿ ما سالته إلا ليستتبعني فلم يفعل ثم مر عمر فسالته عناية من كتاب الله ﷿ ما سالته إلا ليستتبعني فلم يفعل فمر أبو القاسم. ﷺ فعرف ما في وجهي وما في نفسي فقال: "يا أبا هريرة" فقلت لبيك يا رسول الله فقال: "الحق" فتبعته فدخل فاستاذنت فاذن لي فوجد قدحا فيه لبن فقال: "من اين لكم هذا اللبن؟ " فقالوا اهداه لنا فلان أو ال فلان فقال: "أبا هر" قلت لبيك يا رسول الله قال

١ صحيح: أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٢٤٩١. باب ٣٥. من فضائل أبي هريرة ﵁.
٢ صحيح: أخرجه البخاري في البيوع حديث ٢٠٤٧. ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٢٤٩٢. باب ٣٥. من فضائل ابي هريرة ﵁.

1 / 267