ميسرة أخبرته بما رأت، فقال: قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام، وأخبرها بما قال الراهب١.
ذكر تزويج رسول الله ﷺ خديجة:
قالت نفيسة بنت منية٢ كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن العزى بن قصي، امرأة حازمة جلدة شريفة، أوسط قريش نسبًا وأكثرهم مالًا، وكل قومها كان حريصًا على نكاحها لو قدر على ذلك، وقد طلبوها وبذلوا لها الأموال، فأرسلتني دسيسًا إلى محمد بعد أن رجع من الشام، فقلت يا محمد: ما يمنعك أن تزوج؟ فقال: ما بيدي ما أتزوج به، قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟ قال: فمن هي؟ قلت: خديجة. قال: وكيف بذلك؟ قلت: علي. قال: وأنا افعل: فذهبت فأخبرتها، فأرسلت إليه أن أئت لساعة كذا وكذا وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد٣ ليزوجها فحضر، ودخل رسول الله ﷺ في عمومته فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة.
وقد ذكر بعض العلماء أن أبا طالب حضر العقد ومعه بنو مضر، فقال ابو طالب: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضئي معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا آمنًا، وجعلنا الحكام على الناس. ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به فإن كان في
_________
١ ضعيف: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١/٦١. وانظر المنتظم ٢/٥٢٨.
٢ قال العبد الفقير هي نفيسة بنت أمية أخت يعلى بن أمية التيمي وهي هنا منسوبة إلى أمها أنظر الطبقات الكبرى ١/٦١. والمنتظم ٢/٥٢٨. والاستيعاب ٤/٤٧١. رقم ٣٥٤٠. وأسد الغابة ٦/٢٨٦. رقم ٧٣١٧.
٣ قال العبد الفقير: الذي زوجها هو أبوها كما روى ذلك الطبراني في الكبير ١٢/١٨٦. رقم ١٢٨٣٨، ١٢٨٣٩. قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد والطبراني رجال الصحييح.
قال الواقدي: هذا غلط والصحييح عندنا والمحفوظ عند أهل النقل أن أباها مات قبل الفجار.
وقال المؤملي كلاما يشبه كلام الواقدي أيضا والواقدي هو محمد بن عمر وهو متروك. والمؤملي هو عمر بن أبي بكر وهو أيضا متروك كسابقه والحديث الذي استدلا به لا تقوم حجة والله أعلم.
1 / 31