Сифат ас-Сафва
صفة الصفوة
Исследователь
أحمد بن علي
Издатель
دار الحديث،القاهرة
Номер издания
١٤٢١هـ/٢٠٠٠م
Место издания
مصر
ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه، فقال: اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحمِ لحمي آخره. فجرح رجلين وقتل واحدًا، وقتلوه فأرادوا أن يحتزّوا رأسه فبعث الله الدبر فحمته، ثم بعث الله إليه سيلًا في الليل فحمله. وذلك يوم الرجيع. هكذا رواه محمد بن سعد.
وعن بُريدة بن سفيان الأسلمي: أن رسول الله ﷺ بعث عاصم بن ثابت وزيد بن الدَثِنة، وخُبيب بن عدي، ومَرثَد بن أبي مَرثد، إلى بني لِحيان بالرجيع فقاتلوهم حتى أخذوا أمانًا لأنفسهم إلا عاصمًا فإنه أبى. وقال: لا أقبل اليوم عهدًا من مشرك ودعا عند ذلك فقال: اللهم إني أحمي لك دينك فاحمِ لي لحمي. فجعل يقاتل وهو يقول:
ما علّتي وأنا جَلدٌ نابلُ ... والقوس فيها وتَرٌ عُنابِل
إن لم أقاتلهم فأمي هابل ... الموت حقّ والحياة باطل
وكُلُّ ما حَمَّ الإِلهُ نازل ... بالمرء والمرء إليه آئل
قال: فلما قتلوه قال بعضهم لبعض: هذا الذي آلت فيه المكية وهي سلافة. فأرادوا أن يحتزوا رأسه ليذهبوا به إليها، فبعث الله ﷿ رِجلًا من دَبرٍ فلم يستطيعوا أن يحتزوا رأسه رواه أبو يعلى الأصبهاني.
٣٤- أبو الهيثم بن التيهان واسمه مالك
كان يكره الأصنام في الجاهلية ويقول بالتوحيد هو وأسعد بن زُرارة وكانا أول من أسلم من الأنصار الذين لقوا رسول الله ﷺ بمكة ثم شهد العقبة مع السبعين.
وهو أحد النقباء الأثني عشر شهد بدرًا وأُحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ.
وتوفي في خلافة عمر ﵄.
٣٥- قتادة بن النعمان بن زيد
شهد العقبة مع السبعين وكان من الرماة المذكورين وشهد بدرًا وأُحدًا فرُميت يومئذ عينه فسالت.
عن الهيثم بن عدي عن أبيه قال: أصيبت عين قتادة بن النعمان يوم أُحد فأتى النبي ﷺ وهي في يده فقال: " ما هذا يا قتادة؟ " قال: هذا ما ترى يا رسول الله. قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت رددتُها ودعوتُ الله لك فلم تفتقد منها شيئا". فقال: والله يا رسول الله إن الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل ولكني رجل مبتلىً بحب النساء وأخاف أن يقلن أعور فلا يُرِدنني ولكن تردّها لي وتسأل الله لي الجنة. فقال: " أفعل يا قتادة". ثم أخذها
1 / 174