يا ناق سيري قد بدا يسومان ... فاطويهما تبد قنان غزوان
غزوان جبل عرفة العالي، ثم طلعت الجبال بعد منه وكان منها الأبيض جبل العرج وقدس وآرة والأشعر والأجرد وهذه جبال ما بين مكة والمدينة عن يمين الخارج من مكة إلى المدينة ويسار الصادر إلى مكة وقد ذكرت العرب الحجاز والجلس وتهامة ونجد في أشعار كثيرة وكل ذلك يصدق ما وصفنا. قال عمرو براق الثُّمالي من الأزد:
أروى تهامة ثم أصبح جالسًا ... بشعوف بين الشَّت والطُّباق
وقد يقال فيه ابن برّاقة وإنما عمرو بن براقة من همدان ثم من نهم وكان شاعرًا شجاعًا وهو القائل في كلمته الميمية:
وكنت إذا قومٌ غزوتي غزوتهم ... فهل أنا في ذا يال همدان ظالم
متى تجمع القلب الذكي وصارما ... وأنفا حميًّا تجتنبك المظالم
وقالت ليلى بنت الحارث الكنانية:
ألا منعت ثمالة ما يليها ... فغورًا بعد أو جلسًا ثمالا
وقال أميَّة بن أبي عائذ الهذلي:
هذيل حموا قلب الحجاز وإنما ... حجاز هذيل يفرع الناس من عل
وقال لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلابٍ:
مرِّية حلَّت بفيد وجاورت ... أهل الحجاز فأين منك مرامها
وقال هبيرة بن عمرو بن جرثومة النهدي:
وكندة تهذي بالوعيد ومذحج ... وشهران من أهل الحجاز وواهب
شهران في سراة بيشة وترج وتبالة فيما بين جرش وأول سراه الأزد، وقال بعض بني مرة بن عوف في أيام عبد الملك بن مروان:
1 / 49