يشفقوا على نفوسهم على أن يتلفوها بالإحراق والخنق والتردي. وأما فزّان وما قاربها والسوس وبلد بني أمية فاستولى عليهم المشتري والحوت فلذلك هم أحرار، يتحابون فيهم انبساط وحب للعمل، ليسوا بمتذللين ولا خاضعين، ولهم شكر وتقى من أجل المشتري وهم يعظمونه ويسجدون له ويسمونه أمون وأما ما يصيب هذا الربع من وسط مسكون الأرض فأدون القيروان وتخوم مصر وأسوان وبلاد الحبشة الوسطى التي فيها باضع وسواكن وعيذاب وأرض المعادن وأرض اليمن من بحر عدن أبين فإنها مع دخولها في طباع حيزها ودخول اليمن خاصة من بينها في طباع ماقبلها من طباع ما بين المغرب والشمال ومثلثة الحمل، واستيلاء الشمس والأسد عليها من بين هذه المثلثة فطبعها مشاكل طباع شمال المشرق المقابل لها، ومقاسمة مثلثة الجوزاء ووالي تدبيرها زحل، والمشتري وعطارد المشارك لهما إذا كانا مغربيين، وهذه المواضع قريبة من مدار الكواكب الخمسة فلذلك اشتركت جميعها في تدبير هذه المواضع، وأهله لذلك أهل تدين وتعبد وحب الله تعالى وتعظيم، وإعلاق بأسبابه، ويعظمون الجن ويحبون النوح، ويدفنون موتاهم في الأرض، ويخفونهم من أجل الشكل المنسوب إلى العشيات أي بمحاذاة الكواكب لهم في التغريب، ويستعملون سننًا مختلفة وأديانًا شتى، ويبذلون نفوسهم في طاعة ربهم ويموتون على ذلك صبرًا واحتسابًا، وإذا ملكوا كانوا صبراء مقرين بالطاعة، وإذا ملكوا كانوا أهل عظمة وجبروت كبيرة هممهم سخية أنفسهم ورجالهم يتخذون نساء كثيرة وكذلك نساؤهم يتخذن عدة رجال وهم منهمكون في الجماع، وفيهم من ينكح الأخوات، ورجالهم كثيرو النسل ونساؤهم سريعات الحمل، كثير توليد بلادهم للأشياء، وكثير من ذكرانهم أيضًا تكون نفوسهم ضعيفة مؤنثة ومنهم من يستخف بالأعضاء المولدة يريد من لا يتقي الحيض ويعتزله وما أشبه ذلك من أجل مشاركة الكواكب المنحسة للزهرة في التغريب. فإذا فصل ما في الربع فإن بلاد القيروان وأرض مصر لا
1 / 41