Сиддика Бинт Сиддик

Аббас Махмуд Аль-Аккад d. 1383 AH
54

Сиддика Бинт Сиддик

الصديقة بنت الصديق

Жанры

وعلى الذي يقبل وشاية كتلك الوشاية الواهية أن يروض عقله على تصديق أمور كثيرة لا موجب لتصديقها؛ لأنها تفتقر إلى كل دليل، والأدلة على ما يناقضها كثير.

عليه أن يصدق أن صفوان بن المعطل كان رجلا لا يؤمن بالنبي ولا بأحكام الإسلام.

وأن يصدق أن السيدة عائشة كانت - وهي زوج النبي - لا تؤمن به ولا تعمل بدينه.

ولا دليل على هذا ولا ذاك.

بل الأدلة على إيمان صفوان وإيمان عائشة تجري في كل سياق وردت لهما سيرة فيه.

فصفوان كان مسلما غيورا، وكانت غيرته في حادثة الماء، التي تصاول فيها المهاجرون وأتباع ابن سلول، هي التي عرضته لهجاء حسان بن ثابت، ولعلها هي التي بغضته إلى ابن سلول، فتمادى من أجل ذلك في اتهامه، وقد حضر الغزوات ومات شهيدا ولم يذكر قط بسوء.

والسيدة عائشة آمنت بكل كلمة قالها النبي، وحفظتها حفظ من يتبرك بها ولا يغفل عنها. ومن إيمانها بصدق هذه الكلمات أنها اشتبكت في خصومات دامية تثير الحفائظ، وتهون عليها أن تحارب خصومها باختلاق الأحاديث التي تزري بهم وتبطل دعواهم لو كانت ترتاب في صدق الأحاديث كلها، ولكنها لم تبح لنفسها قط شيئا من ذلك، ولم تذكر حديثا قط على غير وجهه الذي تؤيده الروايات الأخرى. وقد كانت في طريقها إلى وقعة الجمل بعد وفاة النبي بزهاء ثلاثين سنة، فنبحتها كلاب على مقربة من ماء في بعض الطريق، فسألت: أي ماء هذا؟ قال الدليل: هو ماء الحوءب. فأجفلت إجفالة مروعة وصاحت بحيث يسمعها أدلاؤها: إنا لله وإنا إليه راجعون. وضربت عضد بعيرها، فأناخت وأبت أن تتحول عن مكانها، فلما سئلت في ذلك قالت: إني سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم

يقول، وعنده نساؤه: ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوءب؟ ردوني، ردوني، والله أنا صاحبة ماء الحوءب. وما زال الركب مقيما في ذلك المكان يوما وليلة، وهي مصرة على الرجعة، وهم يزعمون لها أن الدليل قد أخطأ، وأن المكان غير المكان الذي تخشاه، ولم يزل عبد الله بن الزبير يقنعها ويهدئ من روعها، وهو ابن أختها وأحب الناس إليها، وبه تكنى في أشهر الروايات، وهي تأبى المسير إلا أن تعود إلى مكة، حتى أرسلوا إليها من يصيح في الركب: النجاء، النجاء، قد أدرككم علي بن أبي طالب. فأذنت لهم في المسير بها، وقد أخافتها الصيحة وخامرها الشك في كلام الدليل.

هذا وليس معها في الركب من سامعي ذلك الحديث غيرها، فكيف تغدر بالنبي زوجة تصدقه هذا التصديق، ولا تأمن أن ينكشف سرها بوحي من الله؟

Неизвестная страница