Сиддика Бинт Сиддик
الصديقة بنت الصديق
Жанры
قلت: فأنا ليس كأحد من نسائك، كل امرأة من نسائك قد كانت عند رجل، غيري ...
فتبسم عليه السلام.
وإذا كانت أكلة أو شربة عسل تستطاب عند إحدى الزميلات أو مجاملة لإحداهن جبرا لخاطر ومداراة لغيرة، تثير هذه المنافسة وتغري بهذه المؤامرة، فليس من العسير أن نفهم كيف تكون الغيرة التي تثيرها الذرية المحبوبة المرقوبة حين يرزقها النبي من إحدى زوجاته، وقد حرمها من سائرهن سنوات، وهو شديد الكلف بها والتطلع إليها. تلك إذن غيرة لا تمسكها الحدود ولا تكبحها المجاملات.
وقد ثارت ثائرتها يوم ولد له - عليه السلام - ابنه إبراهيم من مارية القبطية، وكانت على هذه المزية التي امتازت بها جميلة بيضاء، تغار منها الزميلة لجمالها وصباحتها فوق غيرتها منها لهذه الأمومة التي تفردت بها بين تسع نظيرات.
قالت كتب السير: وغارت زوجات النبي ولا كعائشة.
لأن عائشة - رضي الله عنها - كانت صاحبة المكانة الأولى التي ترفعت إليها «مارية» بأمومتها، فهي أحق بالغيرة على تلك المكانة من سواها.
ولا ريب في حب عائشة للنبي ولا في سرورها ورضاها بما يسره ويرضيه، ولكننا نطالب الطبيعة الإنسانية - والطبيعة النسوية - بما يرهقها إذا نحن ترقبنا منها أن تسر بما يثير غيرتها، وأن تحب الرجل ثم تسر بما عسى أن يصرف حبها عنه، أو ينقص سهمها فيه.
فمن الطبيعي أن تسر المرأة بسرور الرجل؛ لأنها تحبه.
ومن الطبيعي كذلك أن تغار من السرور الذي يحببه إلى غيرها؛ لأنها تحبه.
وقد يفترق القلبان في لحظة من اللحظات؛ لأنهما مقتربان أشد اقتراب.
Неизвестная страница