Сиддика Бинт Сиддик
الصديقة بنت الصديق
Жанры
والسيدة عائشة - رضي الله عنها - هي هذه، وهي تلك.
هي المرأة التي لوحظت في آداب الأمة العربية كأنما استخلصت لها هذه الآداب لتظفر منها بالرعاية الأولى.
وهي المرأة التي قال عنها النبي - عليه السلام - إنها أحب الناس إليه، وتلقى الأعقاب عنها مئات الأحاديث التي عرفوه بها في دينه ودنياه.
وكلاهما شأن عظيم يبوئ الإنسان بين قومه مكانا ملحوظا من جوانب التاريخ ...
ولكن السيدة عائشة مع هذا وذاك تهم الباحثين والمؤرخين لسبب آخر غير هذين السببين، أو للسبب الآخر المتمم لهذين السببين؛ لأنها المرأة في تكوينها الأصيل الذي خلقه الله منذ خلق حواء، أو هي المرأة التي تتمثل فيها الأنثى الخالدة التي لا تحتويها أمة واحدة، ولا يستأثر بها زمان واحد؛ لأنها استمدت من طبائع الإنسانية كل ما قدر لها من دوام.
وهذا هو جانب الاهتمام الصميم بكل عظيمة وكل عظيم.
فمهما يقل القائلون في غرض المؤرخ من سير العظماء، فالحقيقة التي لا ريب فيها عندنا هي أن الغرض الأول أو الغرض الذي تنتهي إليه جميع الأغراض هو توثيق الصلة بين الإنسانية وبين عظمائها وعظيماتها، والنفاذ إلى الجانب الإنساني من كل نفس تستحق التنويه والدراسة.
وما من علامة هي أصدق دلالة على السيرة الناجحة من هذه العلامة.
فنحن نعلم أننا سائرون على الجادة في التعريف بصاحب السيرة أو صاحبتها إذا نظرنا فرأينا أننا قد وصلنا من تلك السيرة إلى صميم الإنسان.
ونحن نعلم أننا تائهون في الطريق إذا نظرنا فلم نجد بين أيدينا إلا سرابيل العظمة، وأقواس النصر، ومواكب الرهبة والخشوع.
Неизвестная страница