Сиддика Бинт Сиддик
الصديقة بنت الصديق
Жанры
جاء الإسلام فبدأ من النهاية التي انتهت إليها آداب الحضارة والسيادة، وهي خلاصة العرف الذي تعارف عليه سادة الحضر في معاملة المرأة العربية.
إلا أنه جعل هذا العرف حقا مكتوبا على الرجال لكل امرأة من كل طبقة ، ولم يقصره على عقائل البيوتات كما كان مقصورا عليهن في آداب الجاهلية بحكم الاصطلاح والعادة، يتبعه من يرضاه ويهمله من يأباه.
ثم زاد على هذا العرف منزلة من الرعاية لم تصل إليها أرفع النساء في أرفع البيوتات قبل الدعوة المحمدية؛ لأنه جعلها مناط التكليف، ووجه إليها الخطاب في كل شيء كما وجهه إلى الرجال، إلا ما هو من خصائص عمل الرجال في العرف المستقيم.
فالمرأة في شريعة الإسلام إنسان مرعي الحقوق والواجبات ...
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة .
وكل امرأة أو فتاة - من العلية أو السوقة - لا يصح زواجها حتى يرجع إليها فيه، «فلا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا البكر حتى تستأذن» وعلامة إذنها السكوت، كما جاء في بعض الأحاديث.
ولها أن تملك ما تشاء وأن تبيع وتشتري ما تشاء، وأن تشترك في الإرث وكان حراما عليها؛ لأنها لا تحمل الدرع ولا تضرب بالسيف. بل كان من حق الرجل أن يتخذها هي ميراثا ينتقل إليه كرها كما يرث الخيل والإبل والحطام، فأبطل الإسلام ذلك حيث جاء في القرآن الكريم:
يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها .
وقضى بأن تبايع النساء كما بايع الرجال، فلا تغني عن مبايعتهن مبايعة آبائهن وأزواجهن وأوليائهن، ونص القرآن الكريم على ذلك حيث جاء في سورة الممتحنة:
يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم .
Неизвестная страница