المتناحرين، تتبارى بينهم المنايا.
شهد الله كم كر وكم إقدام لم يشهد روائعهما إلا الظلام. إذ يفتك كل فاتك قدير ولا شاهد له إلا نفسه، وما يدري أي منقلب ينقلب الجلاد في عقباه. وكنت أتجه كل متجه مشجعا رجالنا. أدفع أناسا آخرين وأسلك القادمين للنجدة في الصفوف وأظاهرهم ثم أرمي بهم إلى الأمام، فلم أتبين نتيجة القتال إلا طلعة الفجر. تألق الضياء فكان الإقبال في جانبنا، ورأى المغاربة سوء مصيرهم، ففت في سواعدهم وراعهم تقاطر الأعوان إلينا في إثر الأعوان، فغلب خوف المنون على الرغبة في الاستظهار، وتراجعوا إلى مراكبهم يقطعون مراسيها، ويجأرون جأرات دوت أصداؤها في الآفاق. ثم نكصوا على الأعقاب غير مبالين ما آل إليه مليكاهم المتخلفان، صدفهم الهلع عن الصبر للواجب، وكما أدناهم المد منا أقصاهم الجزر عنا، على أن مليكيهم ظلا مشتبكين بنا وإلى جانبهما جنود مثخنون جراحا، يكافحون كفاح الصناديد، ويبيعون أعمارهم بأغلى الأثمان، فأهبت بهما غير مرة أدعوهما إلى التسليم ولكنهما أبياه والسيفان مصلتان، حتى إذا رأيا فلول جيشهما صرعى مجدلين ولبثا منفردين لا يغني منهما الجلد ولا المكابرة طلبا الزعيم، فتسميت لهما، فسلما، فسيرتهما كليهما إليك في آن، وانتهى القتال بفناء المقاتلين.
على هذه الصورة تصديت للخدمة ...
المشهد الرابع
دن فرنان ودن دياج ودن لذريق ودن أرياس ودن النس ودن سنش
دن النس :
مولاي، شيمان تلتمس المثول لعرض شكواها.
دن فرنان :
خبر سيئ وواجب ثقيل!
انصرف، لا أريد إكراهها
Неизвестная страница