ليونورة :
ما الذي تستطيعينه، وقد عجز مقتل أبيها عن إيقاد جذوة الشقاق بين قلبيهما، وشيمان تبدي في سيرتها اليوم، غير متورعة، أن البغضاء ليست السبب في خصومتها، فقد فازت بإباحة القتال، ورضيت من أجل عاشقها بأن تكون زوجا لأول من يقدم لها. لم تلجأ إلى سواعد مدربة قوية أصلبتها المعارك الشهيرة المتعددة، واجتزأت بدن سنش دون سواه لأنه سينتضي السلاح لأول مرة، استحبت منه أنه عادم الخبرة لم تسبق له شهرة بالجلاد، فأوردته بلا حذر ورد الأريب
6
في عقباه. وذاك عمل ليس مرماه بسر، فهي إنما آثرت هذا النزال ليقوم معه عذرها في مخالفة ما يجب، هيأت به للذريق نصرا ميسورا حتى إذا أحرزه تظاهرت بالانضواء لأمر القضاء.
بنت الملك :
لمحت هذا، سوى أن قلبي ينافس شيمان في عبادة ذلك الظافر، فأي شطر ترين أن أولي وجهي، وأنا العاشقة المنكودة؟
ليونورة :
تذكري، جهدك، بنت من أنت. إذا وعد الله لك ملكا أفتشغلين قلبك بمن دونه مقاما؟
بنت الملك :
قد تغير مرمى غرامي، فما شغفي بلذريق من حيث لا يعدو الرجل النبيل، كلا ويعيذه حبي أن أسميه بهذا الاسم، أن أهوى إلا صاحب الملاحم المرفوعة الذكر في الأنباء، الشجاع الملقب بالسيد، الذي أصبح من أتباعه ملكان. على أنني سأتغلب على نفسي، لا خشية الملام، بل صونا لغرامي من شبهة تعلق به. فلو أنهم اصطنعوني، وزانوا لي مفرقه بالتاج لأبيت أن آخذ اليد التي أعطيت وإذا كان محتوما له الفوز في عقبى ذلك النزال فلنمض ولنهبه مرة أخرى لشيمان.
Неизвестная страница