قال أبو علي بن السكن: زيد بن الحباب من أرحل الناس في الحديث، بلغني عن عبد الله بن المبارك أنه لو كان الحديث في رجل طائر لتناوله زيد بن الحباب، استقبلني بمكة فقلت له: من أين أقبلت؟ فقال: من الأندلس، سمعت من معاوية بن صالح، فقلت: أين تريد؟ قال: مرو لأسمع من حسين بن واقد، فمضى حتى سمع منه، توفي بالكوفة سنة ثلاث ومائتين في شهر ذي الحجة.
زيد بن الحباب كوفي شيخ، يكنى أبا الحسين.
قال البخاري: مات سنة ثلاث ومائتين رحمه الله.
قال الجرجاني: كان يحيى بن معين يقول: أحاديث زيد بن الحباب عن سفيان الثوري مقلوبة، وكان أبو سعيد الأشج يقول: حدثنا زيد بن الحباب ونعم الرجل، كان والله حسن الخلق.
قال الشيخ: وزيد بن الحباب له حديث كثير، وهو من أثبات مشايخ الكوفة، ممن لا يشك في صدقه، والذي قاله ابن معين أن حديثه عن الثوري مقلوبة، وإنما له عن الثوري أحاديث تشبه بعض تلك الأحاديث تستغرب بذلك الإسناد، وبعضها يرفعه، ولا يرفعه غيره، والباقي عن الثوري مستقيمة كلها.
Страница 98