Коммунизм и гуманизм в законе ислама
الشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام
Жанры
1
الذين يؤمنون بإمكان التعاون بين مذاهب الاجتماع، كما أخرجت النقابات التي تعول على الانتخاب وقوانين البرلمان، وتليها في هذه الوجهة، درجة أو درجات، بلاد أخرى من القارة على حسب نصيبها من الحرية، وفي مقدمتها فرنسا وبلاد الغرب والشمال.
كانت الدعوة إلى الثورة تشتد على حسب الشعور بالحاجة إلى الحرية، وكانت الدعوة إلى الإصلاح السلمي تشتد على قدر التقدم في الصناعة الكبرى، خلافا لما قرره «كارل ماركس» وشيعته رأسا على عقب، ووفاقا لما هو معقول ومشهود.
وقد كانت الثورة في طلب الحرية عامة في أنحاء القارة على اختلاف درجاتها من الصناعة، وعلى اختلاف أطوارها من وسائل الإنتاج، وكلما قلت الحرية زادت حدة الثورة وشدة الانقلاب.
كان لزاما على «كارل ماركس» وشيعته، إذا ناقضوا هذه الحقيقة، أن يثبتوا حقيقتهم المزعومة إثباتا قاطعا يمتنع فيه كل اختلاف، كان لزاما عليهم أن يزيلوا كل لبس يحيط بآرائهم في وسائل الإنتاج، التي يحسبونها قضاء أبديا يناط به التغيير والتبديل من أوائل التاريخ إلى نهايته القصوى، أو إلى غير نهاية، كان لزاما عليهم أن يحققوا السبب الذي يرونه كافيا للإصرار على قلب الدنيا وهدم المجتمعات دون أن يلتفتوا أقل التفاتة إلى احتمال الخطأ فيه.
ولكنهم على خلاف ذلك، قد تركوا وسائل الإنتاج لغزا مبهما يتيهون فيه، ولا يفضي بهم التيه إلى ملتقى متفق عليه.
ما وسائل الإنتاج؟ أهي الآلات الصناعية، أم هي الطبقة المشرفة عليها؟ وهل الطبقة هي التي تنشئ وسائل الإنتاج، أو وسائل الإنتاج هي التي تنشئ الطبقة؟
تلك مسألة ليست بالمسألة الهينة التي يجوز فيها اللبس ويستبيح الباحث أن يتركها عرضة للتأويل والتخريج أو للتمحل والتهريج؛ لأنه يستبيح بها ما لم يستبحه أحد قط من قبله، ويعلق عليها القرار الأخير في أمر لا غنى فيه عن اليقين كل اليقين، ولكن هذه المسألة التي ليست بالهينة، قد هانت على «كارل ماركس» وشيعته كأنهم لا يبالون نتائجها، أو يحبون تلك النتائج حبا يعميهم عن كل عاقبة وكل مصير.
فوسائل الإنتاج تارة هي الآلات الصناعية حيث يقول في رسالته الفكرية الألمانية:
2 «إن طاحون الريح تعطيك مجتمعا يتولاه سيد الإقطاع، وطاحون البخار تعطيك مجتمعا يتولاه صاحب رأس المال في الصناعة.»
Неизвестная страница