Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
كاترين
فتهلل وجه الأمير، وقال: لقد أخطأت في ارتيابي بكاترين، فهي مخلصة للأسرة المالكة. إذن إلى الغد يا ابن عمي دي جيز، وأنت يا جاليو اذهب فنم هنيئا، فلست تدري إذا كنت تنام غدا.
قال: إنني أرحب بالقتال منذ الآن.
واضطجع جاليو في غرفة مجاورة لغرفة الأمير.
الفصل الحادي عشر
مجلس الملك
ولما استيقظ جاليو كانت الشمس قد دخل نورها مخدعه، ففتح عينيه وسمع قائلا يقول له: يلوح لي يا عزيزي جاليو أنك تحب الفرش الوثيرة التي في بلاط الملك؟
فأدار وجهه فأبصر البارون دي برداليان عند مدخل الغرفة ينظر إليه نظرة الساخر المتهكم، فلم يقطب وجهه، بل أجابه: إني على الدوام أحب الفرش الوثيرة. - رأيي ألا تزدري فرش الفنادق. - نعم إذا كنت على سفر، ولكن يلوح لي أنني تشرفت قبل الآن بلقائك. - صدقت، فإنك رأيتني ثلاث مرات. - ألم أستعلم منك عن طريقي حين وصولي إلى القصر؟ - نعم، وهي مرة واحدة فقط. - لست أذكر غيرها. - عجبا لمن كان في سنك، ويفقد ذاكرته! - لعل ذلك من التربية والعادة، ولكن تفضل بالدخول إلى هنا. - كلا، فإني لا أستطيع التقدم. - وأي مانع يمنعك؟ - إني مقيم هنا على حراستك، ولا يحق لي الدخول على منزل الأمير. - مقيم على حراستي أنا؟ فهل صرت من القواد العظام حتى صرت أنت حارسا عندي؟ - ربما كان ذلك. - تكرم بالإيضاح. - إن الملك أمرني بالوقوف هنا لأمنعك من الخروج، وهكذا لم يبق لك من رجاء في مواعدة وصائف الملكة، ولا في التنزه في المدينة. - أنت يا سيدي تنم على وصائف الملكة. - وكيف ذلك، فهل نسيت أيضا موعدك ليلة أمس؟ - موعدي ليلة أمس؟ - لا تمزح فقد خرجت أمس من القصر. - أنا؟ - إني رأيتك بعيني. - أهذه إحدى المرات الثلاث التي رأيتني فيها؟ - نعم أيها الطالب. - أنت واهم يا سيدي فلست طالبا، وإنما أنا موظف عند الأمير، ولكن هل لك في أن تخبرني عن الموضع الآخر الذي اجتمعنا فيه أيضا؟ أجاب: حبا وكرامة، كان التقاؤنا على الطريق الذي بين باريس وأمبواز قرب فندق في ساعة قتال، ورصاص البنادق يتطاير في الفضاء. - أتلك هي المرة الثالثة؟ - نعم، وفيها تلقيت منك ضربة سيف على كتفي، وأشار برداليان إلى كتفه. - يسوءني كثيرا ما أصابك، ولكنني لا أتذكر أنني لقيتك في ذلك الموضع أو غيره.
ونظر إلى برداليان نظرة ساذج، حتى جعل هذا يسأل نفسه عما إذا كان واهما. أما جاليو فأدرك أنه لا يفيده في ذلك الحال إلا الاحتيال ، وقد أقيم الحراس على حجرة الأمير بأمر الملك، وليس لدى الأمير أحد ينصره أو يدافع عنه.
فقال: إذا اعتبرنا ما نحن فيه الآن فإننا سجينان، أنا ومولاي الأمير، وأنت السجان. أفتأذن لي بإنباء سيدي الأمير؟ - لقد أنبئ الأمير. - من أنبأه؟ - أنا يا سيدي، وقد مضى زمن وأنا أقرع بابك هذا حتى اضطر جناب الأمير إلى أن يفتحه بنفسه وأنت نائم ملء جفونك. - ذلك من فضل الشباب. - ذلك من نتائج التعب، وليس بمنكر على من يجول في الأسواق ليلا أن يتعب. - صدقت، إلا أنني نسيت ذهابي بالأمس إلى مقابلة غرامية، ولكن بحقك يا مسيو برداليان، إلا ما أنبأتني عن تلك الحبيبة، أتراها حسناء؟ - أظنك تسخر بي يا رجل، فحذار!
Неизвестная страница