Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
وإذ ذاك رأى فارسا أعرج يأمر الفرسان وينهاهم وهو لابس أفخر اللباس، فعلم أنه أمير كوندة، فصاح أيضا: ليحي الأمير!
فرفع رأسه، وقال: دعوه يدخل.
فقال الحارس: لعله يا مولاي أحد المتآمرين.
وهكذا دخل جاليو المدينة مع مرسلين زوجة المحامي أفنيل، ولم يكد يسير قليلا حتى سمع وقع خطى وراءه، فانثنى فرأى الأمير يشير إلى زقاق فدخله فتبعه إليه، وقال له: أتدري ماذا جرى في الطريق؟
أجاب: لقد قدمت البلد، ونزلت في أول فندق إلى يسار المدينة، وأيقظني في الصباح دوي رصاص البنادق، فأبصرت جنودا وقرويين مسلحين ، وهم قاصدون إلى المدينة، وما لبثوا أن دحرهم فرسان طلعوا عليهم فجأة. - هل رأيت قائد أولئك القرويين والجنود؟ - رأيت شريفا باسلا قد سقط وقت تقهقرهم، ولا أدري إذا كان رئيسهم. - صفه لي. - إنه طويل القامة، على وجهه أمارات العزم، أسود الشعر يخالطه بياض.
فخفض كوندة صوته، وقال: لعله هو، فهل مات؟ - نعم عند قدمي. - هل كنت في جملة المقاتلين؟ - لا، ولكنني رأيت ذلك الشريف الباسل وحيدا يقاتل عصبة، فنزلت من الفندق لمساعدته عليهم. - وكيف نجوت منهم؟
فضحك جاليو، وقال: لقد كانت نجاتي بأعجوبة. - مع صاحبتك هذه؟ - نعم. - ما اسمك؟ - جاليو دي نرساك طالب في كلية السربون. - إذن تعال غدا يا مسيو دي نرساك إلى القصر، واطلب مقابلتي فيه، فقد أكون محتاجا إليك. - ليت لي نصيبا في خدمتك يا مولاي؛ لأن نفسي لا تميل إلى تلقي العلوم ودرس اللاهوت كما يروم أهلي. - أتفضل تقلد السيف؟ - نعم يا مولاي. - إذن إلى الغد. - إلى الغد يا مولاي.
وأوصل مرسلين إلى زوجها في القصر، أما هو فاتجه إلى فندق ودخله، فأكل وشرب وقعد يفكر، فخطر في باله أستاذه برنابا، فقال: ماذا جرى له يا ترى؟ وكان جاليو يحب برنابا فلم يتمالك أن فارق الفندق ومضى يبحث عنه.
قلنا إن ذلك الأستاذ اختبأ وقت المعركة في الطبقة السفلى. فلما سمع الجنود يقولون: «أين ذهب الطالب اللعين؟ فلا بد من قتله!» قال برنابا في نفسه: لقد أمنت عليه الآن، وصبر حتى خلا الفندق من الجند فصعد إليه، ولما رآه صاحبه قال له: أأنت هنا؟
فأجابه: إني أجتنب كل فرصة تسنح لسفك دماء الناس، فأين الطالب الفتى؟
Неизвестная страница