Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
وفي اليوم الذي تلا سقوط قايين أمر الأميرال بمداهمة مدينة بايو، فتقدم بلترو ليصحب بريكفيل، وهو القائد المأمور بالهجوم على المدينة. فقال له الأميرال: خذ بلترو، وكن واثقا به كل الوثوق، فقد رأينا من خدمته ما يقل بجنبه كل ثقة.
ولم يكن الضباط يحسبون بلترو نظيرا لهم؛ وذلك لأن الفرنساويين كانوا وما زالوا حتى اليوم ينفرون من الجواسيس، فرضي بريكفيل بصحبة بلترو على أن يسبقه إلى أسوار المدينة، ومدينة بايو المدينة الوحيدة التي لم يزرها بلترو.
فوصل إليها في اليوم التالي عند إقفال الأبواب، ودخلها متنكرا بثوب قروي، وللحال تبين له أن السكان في غم وقلق؛ لأنهم - ومعظمهم بروتستانتيون - قد ألجئوا إلى سماع القداس، واعتناق المذهب الكاثوليكي في الظاهر.
ونزل بلترو في فندق، فلما كان المساء تمدد على كرسيه، وأطبق عينيه كأنه نائم، فسمع رجالا في الفندق يتحدثون.
قالت زوجة صاحب الفندق خافضة صوتها: أظن الرجل الغريب نائما. فأجابها الحضور: نعم، إنه نائم، ولا مانع من الكلام، فما وراءك؟ أجابت: أنباء كثيرة.
وقال قائل: ما هي؟
قالت: لقد طفت المدينة سحابة نهاري، ولا حديث للناس في مجالسهم إلا عن الضربة الجديدة التي يروم الحاكم ضربنا بها غدا. فقال أحدهم: لعنة الله على الشقي!
قالت: ولكن كيف السبيل إلى معاندته ومناوأته وهو الخصم والحكم؟ ولقد حاول موظفو الحكومة الاعتراض، فأطلعهم على أمر موقع عليه من الدوق دي جيز!
قال: وما عسى أن يكون فحوى ذلك الأمر؟
أجابت: فحواه تخويل كل سلطة على مدينة «بايو» للإيطالي جويليو روسو حاكمها.
Неизвестная страница