Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
فندق حملة السلاح
كان فندق حملة السلاح الواقع بجوار مدينة نانت، يملكه رجل يدعى «نيكول بوصه» يختلف بأخلاقه عن سائر الرجال كما كان يختلف فندقه عن بقية الفنادق التي في مدينة نانت.
ونانت مدينة تبعد عن باريس ثلاثمائة كيلومتر إلى الجنوب الغربي منها، وقد يزيد سكانها عن مائة وخمسة وعشرين ألفا.
وكانت في عهد هذه السيرة؛ أي في سنة 1560، مشهورة بزخارفها، وتوفر أسباب التأنق فيها.
أما فندق «حملة السلاح» فهو بناء قديم ينتهي تاريخه إلى القرن الرابع عشر، وهو سميك الجدران ضخم الأبواب المغطاة بالمسامير الغليظة، وكانت نوافذه مشبكة بقضبان الحديد كنوافذ سجن أو قلعة منيعة أو حصن حصين.
وكان «نيكول بوصه» صاحب الفندق، مفاخرا به معتزا ولا اعتزاز ملك الفرنساويين بقصر اللوفر .
وكان يقيم في الفندق قبله رجل دأبه المراباة؛ أي إعطاء ماله بالرباء الفاحش، يتعيش بفضل ديونه. ثم باع الفندق إلى ماروك «بوصه» عم نيكول، وكان يلقب نفسه كذبا بالقائد مع أنه لم يلبس لباس الجند قط حتى مات عام 1551.
فما عتم أن أبصر سكان تلك الناحية رجلا بادن الجسم طويل القامة أحمر الوجه والشعر، زري اللباس، تلوح عليه أمارات الخبث والشر والفقر المدقع، لكن معه أوراق صحيحة تشهد بنسبه إلى عمه، وتثبت حقه في وراثته، وكان هذا الرجل «نيكول» الذي لم تذرف عيناه دمعة واحدة على ضريح ذلك الفقيد الذي ترك له كل ما ملكت يداه من دنياه.
واراه الثرى ولم ينبس بكلمة تقوم مقام تأبين للميت أو وداع للراحل، لكنه مضى إلى بيته؛ أي إلى ذلك البيت الذي ورثه عن عمه الفقيد، فعمد إلى مخزن المئونة والقوت يتعهده بعناية لا مزيد عليها، ويحقق النظر في محتوياته.
ووقعت يده على زجاجات عديدة ملأى بفاخر النبيذ وعتيق الخمر، كاسية بالغبار لتقادم عهدها، شاهدة بأن الفقيد - المنتقل إلى رحمة ربه - كان من أشد المخلصين في خدمة «باخوس» إله الخمر ورب المسكرات والسكر.
Неизвестная страница