Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
تلقى الدوق هذه الرسالة وهو في نانتيل، فصاح: واها لك يا ابنة عمي الحسناء، فقد طردتني عندما حبست نفسك أقوى مني، أما الآن، وقد أرهبك جيشي، فإنك ترومين التفريق بيني وبينه! كلا، ذلك لا يكون، وإنما أدخل باريس حينما أشاء، وسوف تعلمين أي استقبال يكون لي فيها.
ولم يجب الملكة على تلك الرسالة. فارتاعت ورأت نفسها في معزل، فأمرت ترولوس بالتأهب للرحيل في يوم 25 مارس (آذار) (ارتحلت عن سن جرمين حيثما كانت يومئذ، واتجهت إلى مونصوانبري) وقد أحست بالخذلان؛ لأن جيوش كوندة لم تكن متأهبة، وقد تركها الأميرال عقيب ما بدا له من وقاحة ملك النافار، فكادت تجن يأسا، فأشارت على أمين الأختام بالذهاب إلى باريس، فقال لها: أزالت حظوتي عندك يا سيدتي؟
فأجابته: كلا، ولكن زالت السلطة من يدي، وكان موكبها محزنا ليس فيه إلا قليل من حملة البنادق وقليل من الأشراف للدفاع عنها، وكان أولادها يبكون، فتركت موكبها يسير من غير أن تتكلم، وفيما هي خارجة من سن دنيس أشرف ترولوس على مركبة الملكة، وقال لها: أرى جيشا مقبلا من طريق آخر لا يقف.
قالت: أيوجد من يتجرأ على الوقوف في طريقي؟ ومن يكون؟! ألا جرد سيفك أيها القائد وأهجم على هؤلاء الوقحاء. وكان ترولوس ينتظر هذا الأمر لتألمه من تصاغر الملكة، فشهر سيفه وتقدم إلى الجيش وهو يصيح، قفوا أيها السادة، فهذا الذي ترونه أمامكم موكب الملك!
فأجابه قائل: لقد كنت أعرف ذلك.
قال: تعرف ذلك وتتقدم؟!
وتوقف ترولوس مبهوتا؛ لأنه عرف أن المتكلم هو مونمورانسي، لكنه لم يتمالك أن قال: أنت يا سيدي أول قائد في فرنسا، ومن العجب أنك تأبى التسليم على الملك، وتأبى إلا أن تعترض طريقه.
قال: ابتعد يا هذا، وإلا أمرت رجالي بإطلاق النار عليك.
فأجابه: أطلق النار علي إن شئت، ولكنني لا أدعك تهين الملك والملكة الوالدة. هذا وموكب الملكة الوالدة يقترب. فضعضعها الغيظ، وأذهلها الدهش؛ لأن مونمورانسي رآها، ولكنه تظاهر بأنه لم يرها، وجمع ترولوس جنوده حوله، وكاد ينشب القتال لولا أن الملكة أمرت حاشيتها بالاقتراب بها إلى المسيو مونمورانسي، فلم يرفع لها قبعته، ولم يترجل عن جواده، بل قال لها: ماذا ترومين أيتها السيدة؟
فصاح ترولوس: يا لك من شقي! إلا أن الملكة تلافت ما يحتمل وقوعه من قتال بين رجالها وجيش كثيف لا قدرة لهم عليه، ورأت من واجباتها إنقاذ حياة ورثة عرش فرنسا، فالتفتت إلى ترولوس، وقالت له: دع سيفك في غمده يا كونت، وما دام المسيو دي مونمورانسي يأبى التسليم علينا فنحن لا ننساه.
Неизвестная страница