Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
وإذا بغلام لا يتجاوز العشرة من سنيه قد تخطى الصفوف، وأقبل على ماري فأمسك بيديها الاثنتين، ونظر إليها نظرة مبهمة، وكان ذلك الغلام «شارل دي فالوي» ملك فرنسا باسم شارل التاسع، وبعد أن تأمل كنته وقتا طويلا، قال لها: لقد أكدوا لي أنك عازمة على الرحيل عن فرنسا، وهذا الخبر غير صحيح، أليس كذلك؟ إنني لا أريد سفرك.
فارتعدت ماري أملا، وقالت: وا أسفاه! لا بد من سفري أيها الملك، ولو عملت برغبة فؤادي لبقيت ها هنا، ولكن ظروفي وأسرتي يوجبان علي الرحيل، وهنا ترددت وكادت تبكي، فنظر الملك الفتى إليها متعجبا، وقال: من ذا يكرهك على السفر، ألست الملكة؟
فتبادرت الدموع إلى وجنتيها، وأجابت: كلا، كيف أكون الملكة وأنت الملك؟
قال: أريد أن تلبثي ها هنا فلا تسافري.
فقالت كاترين للمربية: خذي هذا الصبي، لماذا تركته يجيء إلى هنا؟
فأجابها الغلام: أنا أردت المجيء إلى هنا لأقبل الملكة، فإن حسنها عجيب!
فعطفت ماري ستوارت على الغلام، فقبلها بلهفة، وقال لها: عديني بألا تسافري حتى أراك غدا!
قالت: نعم غدا.
ولم تتمكن من التلفظ بكلمة أيضا؛ لأن انعطاف شارل عليها قد أثر فيها تأثيرا عميقا، فرفعت كاترين ابنها ودفعته إلى مربيته، ثم عادت إلى قرب الدوق دي جيز، وقالت له بلهجة خشنة: لقد آن لماري أن تسافر!
فأجابها: نعم أيتها السيدة.
Неизвестная страница