Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
فقال الآخر: لقد ساءت حرفتنا.
فتأمل جاليو المتكلم فإذا هو الجلاد، فقال له: هل لك يا سيدي في حاجة لي؟ قال: ماذا تروم؟ فأجاب: أين جثة الملك ؟ أجاب: لا أدري. قال: متى يدفن؟ أجاب: هذا أمر لا يعنيني أنا!
وهكذا كان جاليو يتخطى الجماعات حتى لقي المحامي أفنيل - زوج مرسلين - وقد عرفه المحامي؛ لأنه صرف بأسنانه لما رآه، فقال له جاليو: لقد سرني لقاؤك يا سيدي. فأجابه: وإني لكذلك. - إني حديث العهد بهذا البلاط، وأود أن أعرف أمرا. - ما هو؟ - متى يدفن الملك؟ - هذا سؤال لا شأن لي به، وأي غرض للناس في جثة لا روح فيها. - إذن ما غرض الناس من المجيء إلى هنا؟ - البث ها هنا وسوف تدري. فإن الملكة الوالدة دعت جميع خدم ابنها القدماء. - شكرا لك، وكيف حال السيدة مرسلين؟ - إنها سيدة محترمة بريئة من كل عيب. فانحنى جاليو أمامه، واستمر في طريقه وهو يقول في نفسه: لا بد لي من أن أرى الذين حول جثة الملك الآن قبل أن ألقى أمير كوندة.
وكانوا قد نقلوا فرنسوا الثاني إلى حجرته، ووضعوه على سريره، وكان عند طرف السرير أربع شمعات وامرأة تبكي، والتشويش سائد على الحجرة، وبعض الخزائن مفتوحة فارغة والأوراق مبعثرة، والملابس مطروحة على الأرض، وليس هناك حارس ولا خفير، وليس في الحجرة إلا زوجة الملك - ماري ستوارت ملكة فرنسا وإيكوسيا - تبكي وحدها على جثة زوجها.
ومعلوم أن جاليو لم يكن يحب فرنسوا الثاني، لكنه لم يتمالك أن وقف خاشعا أمام الباب، وفيما هو كذلك دخل رجلان يتبعهما شيخ أعمى، هو الأسقف دي سنليك، أما الرجلان فكانا من الحكام، فجثوا قرب الجثة، ونظرت إليهم ماري ستوارت نظرة شكر وامتنان.
فنزل جاليو إلى الرواق الذي اجتمع فيه رجال البلاط، وهناك علم أن الملكة الوالدة عزمت على استدعاء أمير كوندة لتطلق سراحه، وإذا بالملكة الوالدة قد أقبلت يصحبها ملك النافار والمسيو مونمورانسي وأمين الأختام، وطلبت أن يقف في حضرتها جميع أصدقاء الملك القدماء، ثم وقع بصرها على جاليو، وكان واقفا وقفة كبرياء قرب إحدى النوافذ، فقالت لترولوس: أليس هذا الشاب صديقك؟ فقل له أن يأتي إلى هنا.
فدنا جاليو من الملكة وجثا أمامها، فقالت له : اذهب يا مسيو دي نرساك، وخذ فرقة من حملة البنادق، وكن نائبا عنا في مخاطبة سيدك الأمير، وقل له: إننا أعدنا إليه حريته الشخصية.
وظن جاليو أنه يرى حلما، إلا أنه ظل رابط الجأش، فنهض واتجه إلى محبس الأمير، وفيما كان يقوم بتلك المهمة أقبل آل جيز وأصدقاؤهم، وكانوا جمهورا غفيرا فمثلوا بحضرة كاترين. فلما تحقق الدوق أن جميع رجاله حضروا الاجتماع التفت إلى الملكة، وقال لها: لقد طلبت حضورنا أيتها السيدة؛ لأننا من أصدقاء الملك المتوفى، وها قد أتينا نحن وأصدقاؤنا، وننتظر صدور الأوامر!
فأجابته كاترين بعظمة تقول: إن اجتماع أعضاء أسرتنا لم يتم بعد، قال: وكيف ذلك؟
قالت: لقد بعثت رسولا إلى الأمير، فلا يلبث حتى يأتي.
Неизвестная страница