Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
فلم تأت كاترين بحركة، وطرق سمعها صوت جدال في الخارج، وقائل يقول: لا يدخل أحد إلا بأمر من الملكة الوالدة.
فغمغمت كاترين تقول: ألا شكرا لك يا حبيبي ترولوس.
فنهض فرنسوا الثاني لآخر مرة، ونظر إلى أمه نظرة حانق غضوب، ثم زفر زفرة حرى وارتمى على فراشه، وقد قضى نحبه، ولقي ربه. فأقبلت كاترين عليه تتأمله، وتقول: لقد مات حقا.
وذهبت إلى الباب وفتحته، ودخل الدوق دي جيز والكردينال وماري ستوارت وكأنهم مجانين ، وكان الدوق يحمل الحكم وعليه التواقيع العديدة، وهو حكم إعدام أمير كوندة فاختطفته كاترين من يده، وطرحته في النار، وصرخت تقول: لقد تأخرت يا ابن العم، فإن ملك فرنسا قد مات.
قال: يا للداهية، مات ولم يوقع على الحكم! ووثبت ماري ستوارت إلى جثة زوجها، وهي تقول: كلا، لم يمت فإن بدنه لا يزال حارا. عد بربك إلي يا حبيبي فرنسوا، واسمع صوتي أنا ماري، أنا زوجتك التي تحبها.
ولما تحقق آل جيز موت الملك لم يحفلوا بجثته، فعادوا إلى كاترين وهم ينوون نيات فاسدة، وكانت قد تظاهرت بالرقة واللطف، وحزرت ما يجول في ذهن كل من الأميرين. لكنها لم ترهبهما فإن ترولوس كان قريبا منها، وللحال أقبل جمهور الأشراف وبينهم أمين الأختام ووراءه أمراء البيت المالك أولهم شارل البكر. فدنا أمين الأختام من فراش الميت، وصاح بصوت جهوري: مات الملك فرنسوا الثاني! فليحي شارل التاسع!
وكان شارل التاسع يومئذ غلاما، فوقف ونظر إلى مربيته، وردد الحضور الهتاف فكانوا ينادون: ليحي الملك شارل التاسع! •••
وكان أمير كوندة وقتئذ في سجنه، والحراس يحدقون به وهو نائم ملء جفونه.
الفصل الرابع والعشرون
جثة فرنسوا الثاني
Неизвестная страница