Память мучеников науки и изгнания
ذكرى شهداء العلم والغربة
Жанры
وقد سار الموكب على هذا النظام المؤثر وكان يموج بالمشيعين موجا حتى تكاد تحسب الجماهير بحرا زخارا وتوابيت الشهداء سفنا عائمة فوقه، وكان الموكب يتحرك كأنه كتلة واحدة لشدة التزاحم، وكنت لا تسمع غير أصوات النائحات من كل ناحية، وقد أغمي على بعض السيدات من التأثر.
واخترق الموكب عند سيره من محطة القاهرة ميدان باب الحديد، فشارع نوبار، فشارع كامل، فميدان الأوبرا، فشارع محمد علي، فجامع قيسون حيث أقيمت الصلاة على المرحومين أحمد طلعت وحسين چلبي. ثم انقسم الموكب إلى أربعة أقسام، الأول سار بالمرحوم رزق يعقوب مخترقا الحلمية الجديدة، فدرب الجماميز، فالسيدة زينب، فمصر القديمة إلى دير مار مينا بفم الخليج، وكان يرافقه الأستاذ محجوب بك ثابت موفدا من لجنة الاحتفال.
والثاني سار بالمرحوم فريد رزق الله إلى دير أنبا رويس بالمحمدي مخترقا شارع الخيامية، فالسكرية، فالغورية، فأمير الجيوش، فالحسنية، فشارع النزهة، فشارع عباس، وكان يرافقه معالي جعفر باشا ولي وعلي بك إسماعيل موفدين من اللجنة.
والثالث سار بالمرحوم أحمد طلعت مخترقا شارع محمد علي، فميدان القلعة، فشارع الإمام، وكان يرافقه علي بك لهيطة ومصطفى بك النحاس.
والرابع ذهب إلى قرافة المجاورين، وكان يرافقه سعادة محمد عبد الخالق مدكور باشا.
وقد لوحظ أثناء مرور الجنازة في ميدان الأوبرا أنها استغرقت نحو ثلاث ساعات تعطل في أثنائها سير قطر الترام في القاهرة والضواحي.
وورد على إدارات الصحف ألوف من الرسائل التلغرافية والبريدية والمراثي، وقد كانت تألفت لجنة لإقامة حفلة تأبين بدار الأوبرا برعاية حضرة صاحب السمو الأمير عمر طوسون باشا، مؤلفة من حضرات أصحاب السعادة والعزة محمود سليمان باشا وإبراهيم سعيد باشا وعبد الخالق مدكور باشا وأمين سامي باشا وعبد الرحمن فهمي بك وواصف غالي بك وعبد الستار الباسل بك والدكتور حافظ عفيفي بك وأمين الرافعي بك وداود أفندي بركات.
ولما دنا موعد الاحتفال أوقفت لأمر لا نعلمه، بيد أن الأمة أقامت حفلات التأبين في سائر مدن القطر وفي مدارس القاهرة العالية والثانوية وفي المجتمعات العامة، وسيرد تفصيل ذلك في موضعه. (5) عدد مشيعي الجنازة
قدر بعض الذين شهدوا جنازة الشهداء معنا أن عدد المشيعين يبلغ أربعمائة ألف نسمة، وقد كانوا لا يقلون عن ذلك.
ففي ذمة الله أيها الشهداء! لقد كان مصابنا فيكم عظيما وخطبنا جسيما، ولكن الأمة التي اعتادت أن تتحمل الكوارث بصبر وثبات ستتحمل هذه أيضا وإن ضاق بها ذرع الصبر وغالبها الدمع والجزع. ففي ذمة الله أيها الشهداء الأعزاء. (6) احتفال مدينة قنا بتأبين الشهداء
Неизвестная страница