Память мучеников науки и изгнания
ذكرى شهداء العلم والغربة
Жанры
إخواني، إن فريدنا لم يمت، فهو حي في قلبي وقلب كل واحد من إخوانه. نعم، هو حي في نفوسهم بما كان له من التأثير الهادئ والخلق الحسن، وهل يموت من كان حيا في القلوب؟ كلا، لن يموت.
فهو إذن حي، وسيحيا فينا إلى أن ننتقل إليه، وهنالك نحيا جميعا تحت أجنحة إله واحد، هو إله الحب الذي يجمع الأحباب بعد شتاتهم.
نعم، إن فريدنا سيحيا، فإن الذكرى أشبه شيء بالورد تغيب حينا، حتى إذا ذهب الشتاء ببرده القارس ومر الخريف بزمهريره وجاءت أوقات الربيع الصافية حينئذ تزهر الوردة من جديد ويفوح عبيرها العاطر، فذكرى صديقنا الراحل ستبقى دائما أبدا زاهرة زاهية دون أن يعتريها أي ذبول.
أي صديقي البعيد عني كثيرا على قرب ضريحك مني، إنني لن أراك بعد اليوم، فقط أراك يا فريد في خيالي، أراك في الحقول تداعب الورد في أكمامه، أراك في جوف الليل بين النجوم والكواكب، أراك مع رؤية القمر وأسمع صوتك مع تغريد العصفور، أراك بين الأحباب تلاعبهم وتداعبهم بدعة الملائكة وطهارة سكان السماء.
أيها الشهيد الكريم، عليك سلام الله وأنت في مضجعك الهادئ.
والآن وقد واريناك لرمسك وأودعناك لحدك فأمام ضريحك نقف بخشوع وهيبة برءوس منكسة وقلوب منكسرة كليمة. نعم، نضع فوقك بعض الزهور ولكن سرعان يا فريد ما تذبل هذه الزهور ويذهب عنها رونقها وجمالها كما ذبلت حياتك الغضة وتوارى شبابك اليانع.
أي صديقي الراحل، لو أن رأسي ماء وعيني ينبوع دموع إذن لبكيتك نهاري وليلي وليس من يلومني فلم يجمد دمعي قط على حبيب، سوف يذهب الحزن والأسى ولكن المحبة باقية ومعها وبها يستمر هذا الخيال الباقي لي.
الشباب يذهب قبل أوانه والهلال ينزوي قبل إبداره، وما ذلك إلا ليكمل في ظل الإله العظيم.
ذلك الإله الواحد الذي يقيم في النور وإليه تتجه كل الخليقة.
فكن في انتظارنا يا فريد ونحن متجهون إليك، كن في انتظارنا أيها الشقيق المحبوب، كن في انتظارنا أيها الراحل الكريم، كن في انتظارنا أيها الخل الوفي.
Неизвестная страница