62

الشرك في القديم والحديث

الشرك في القديم والحديث

Издатель

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

والأعمال الصالحة.
ويمكن أن يعرف هذا التوحيد بعبارة مختصرة وهي كما قال ابن القيم: هو إفراد الله تعالى بالخلق والحكم.
فقوله: (إفراد الله بالخلق) يشمل: الخلق الأول، وهو ابتداء خلق الناس وغيرهم، والخلق الثاني: هو البعث كما قال تعالى: (بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ)، وهذه كلها من خصائص الربوبية.
وقوله: (إفراده بالحكم) يشمل: الحكم بنفعهم وضرهم، وتدبير أمورهم، ورزقهم، فالله ﷿ هو النافع والضار، وهو المدبر للأمر والقاضي به، وهو الرازق. فهذا حكمه القدري والكوني، وهو ما يقضي الله به تقديرًا وخلقًا.
وهكذا يشمل حكمه الشرعي: وهو ما يقضي الله به شرعًا، فجميع أحكام الله الشرعية في خلقه من مقتضيات ربوبيته، وهو الذي له الحكم، قال تعالى: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)، وقال عليه الصلاة

1 / 64