ويعضد ذلك قول الله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}[البقرة:158]، وقوله تعالى:{وما جعل عليكم في الدين من حرج}[الحج:78] أي: ضيق، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((بعثت بالدين الحنيفية السهلة)) وفي بعض الأخبار: ((بالحنيفية السمحة)).
باب الطهارة بالتراب
قال الله تعالى:{وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه}[المائدة:6].
(خبر) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((التراب كافيك ولو إلى عشر حجج إذا لم تجد الماء)).
(خبر) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((الصعيد الطيب طهور لمن لم يجد الماء ولو إلى عشر حجج)) دل ذلك على جواز التيمم في السفر والحضر لمن عدم الماء؛ لأن الظواهر لم تفصل، فإن قيل: إن قوله تعالى:{وإن كنتم مرضى أو على سفر}[المائدة:6] ثم عطف عليه قوله:{فلم تجدوا ماء فتيمموا}[المائدة:6] فلم يكن فيه إيجاب التيمم على الصحيح المقيم.
قلنا: وقد قال تعالى: {أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا}[المائدة:6] ففرض على كل من جاء من الغائط أو لامس النساء التيمم إذا لم يجد الماء فدل على عمومه؛ ولأنه تعالى أعدد جملة من الأحداث من المرض، والسفر، والمجيء من الغائط، وملامسة النساء فعمومه يستغرق المريض والمسافر، والصحيح والمقيم إذا لم يجدوا الماء، وعموم الظواهر من السنة أيضا يدل على ما ذكرناه نحو ما قدمناه أولا.
(خبر) ونحو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا)).
Страница 94