قلنا: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في حال اشتغال المسلمين المصلين خلفه بالتكبير فلم ينقل على حد نقل سائر آيات الفاتحة، فثبت بذلك أنها من جملة الفاتحة في وجوب قرائتها وفي صفة القراءة من جهر أو مخافتة إذ صفتها عند آبائنا أئمة الحجاز عليهم السلام كالقراءة نفسها في الوجوب.
(خبر) وعن علي عليه السلام أنه قال: من لم يجهر في صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم فقد أخدج صلاته.
(خبر) وعن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كل صلاة لا يجهر فيها ببسم الله الرحمن الرحيم فهي آية اختلسها الشيطان)).
(خبر) وعن أسلم بن حيان وجابر بن زيد قالا: دخلنا على ابن عمر في دار فصلى بنا الظهر والعصر، ثم صلى بنا المغرب فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كلتا السورتين، فقلنا له: لقد صليت بنا صلاة ما تعرف بالبصرة، فقال ابن عمر: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كلتا الركعتين حتى قبض، وصليت خلف أبي بكر فلم يزل يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كلتا الركعتين حتى هلك، وصليت خلف أبي عمر فلم يزل يجهر به في كلتا السورتين حتى هلك، وأنا أجهر به ولم أدعه حتى أموت، دل ذلك على وجوب الجهر في العشائين وفي الفجر؛ لأن الإجماع منعقد على أن المشروع في القراءة في العجماوين المخافتة يزيد وجوب الجهر بيانا ما روى الصادق بإسناده إلى جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كيف تقول إذا قمت إلى الصلاة؟))، قال أقول: الحمدلله رب العالمين. قال: ((قل بسم الله الرحمن الرحيم )).
قال المؤيد بالله: وهذا يقتضي الإيجاب، وهو كما قال عليه السلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بذلك، والأمر يقتضي الوجوب.
وخامسها: الركوع.
Страница 208