Физика из Книги исцеления

Ибн Сина d. 428 AH
168

Физика из Книги исцеления

الطبيعيات من كتاب الشفاء

Жанры

والأيام كالاثنين والثلاثة والأربعة والعشرة فى العدد ، والحركة فى الزمان كالعشرة الأعراض فى العشرية ، والمتحرك فى الزمان مثل الموضوع للأعراض العشرة فى العشرية ، ولأن السكون إما أن يتوهم مستمرا ثابتا أبدا ، وإما أن يتوهم بحيث يعرض له تقدم وتأخر بالعرض ، وذلك بسبب الحركتين اللتين يكتفيانه ، إذ السكون عدم حركة (1) فيما من شأنه أن يتحرك لا عدم الحركة مطلقا ، فلا يبعد أن يكون (2) بين (3) حركتين ، فمثل هذا السكون له بوجه ما تقدم وتأخر ، فهو أدخل (4) وجهى السكون فى الزمان دخولا بالعرض والتغيرات (5) التي تشبه الحركة (6) المكانية فى أنها تبتدئ من طرف إلى طرف ، كما تأخذ التسخن (7) من طرف إلى طرف (8)، هى (9) داخلة فى الزمان لأجل أن لها تقدما وتأخرا. فإذا كان تغير ما يأخذ المتغير (10) كله جملة فيذهب إلى الاشتداد أو النقص (11)، فإن (12) له من الاتصال الاتصال الزمانى فقط ، فإن (13) له تقدما وتأخرا فى الزمان فقط. ولذلك (14) ليس له فاعل الزمان الذي هو اتصال الحركة فى مسافة أو شبه مسافة وهو مع ذلك ذو تقدم وتأخر (15) ، فهو متعلق بالزمان ، فوجوده بعد وجود علة الزمان وهو الحركة التي (16) فيها انتقال. فهذه (17) التغيرات (18) تشارك الحركات المسافية فى أنها تتقدر (19) بالزمان ، ولا تشاركها فى أن الزمان متعلق الوجود بها معلول لها ، فإن هذا للمسافيات وحدها.

وقد علمت غرضنا فى قولنا الحركات المسافية. وأما الأمور التي لا تقدم فيها ولا تأخر بوجه فإنها ليست فى زمان ، وإن كانت مع الزمان ، كالعالم فإنه مع الخردلة وليس (20) فى الخردلة (21). وإن كان شيء (22) له من جهة تقدم وتأخر ، مثلا من جهة ما هو متحرك وله جهة أخرى لا تقبل التقدم والتأخر ، مثلا من جهة ما هو ذات وجوهر فهو من جهة ما لا يقبل تقدما وتأخرا ليس فى زمان ، وهو من الجهة الأخرى فى الزمان. والشيء الموجود مع الزمان وليس فى الزمان فوجوده مع استمرار الزمان كله هو الدهر ، وكل استمرار وجود واحد فهو فى الدهر (23)، وأعنى بالاستمرار وجوده (24) بعينه كما هو مع كل وقت بعد وقت على الاتصال ، فكأن الدهر هو قياس ثبات إلى غير ثبات ، ونسبة هذه المعية إلى الدهر كنسبة تلك الفينة (25) من الزمان ونسبة الأمور الثابتة بعضها إلى بعض.

Страница 171