والسبب الثالث من اضطراب حركة الروح الباطنة التى وراء التقاطع إلى قدام وخلف حتى تكون لها حركتان إلى جهتين متضادتين حركة إلى الحس المشترك وحركة إلى ملتقى العصبتين فتتأدى إليها صورة المحسوس مرة أخرى قبل أن ينمحى ما تؤديه إلى الحس المشترك كأنها كما أدت الصورة إلى الحس المشترك رجع منها جزء يقبل ما تؤديه القوة الباصرة، وذلك لسرعة الحركة، فيكون مثلا قد ارتسم فى الروح المؤدية صورة فنقلتها إلى الحس المشترك، ولكل مرتسم زمان ثبات إلى أن ينمحى، قلما زال القابل الأول من الريح عن مركزه لاضطراب حركته خلفه جزء آخر وقبل قبوله قبل أن انمحى عن الأول، فتجزأت الروح للاضطراب إلى جزء متقدم كان فى سمت المرئى فأدركه ثم زال ولم تزل عنه الصورة دفعة بل هى فيه وإلى جزء آخر قابل للصورة أيضا بحصوله فى السمت الذى فى مثله يدرك الصورة عاقبا للجزء الأول، والسبب الاضطراب، وإذا كان كذلك حصل فى كل واحد منهما صورة مرئية لأن الأولى لم تنمح بعد عن الجزء القابل الأول المؤدى إلى الحس المشترك أو عن المؤدى إليه حتى انطبعت فى الثانى، والفرق بين هذا القسم والقسم الذى قبله أن هذه الحركة المضطربة إلى قدام وخلف وكانت تلك إلى يمنة ويسرة،
Страница 156