فبهذا يمكن تأليف الألوان سواء كان بامتزاج الأجرام أو بامتزاج الكيفيات، ولو كانت هذه لا تكون إلا باختلاط الأجسام - وقد علم أن الأسود لا يصبغ منه الضوء بالعكس جسما البتة أسو - لكان يجب أن تكون الألوان الخضر والحمر إنما ينعكس منها البياض ولا ينعكس من الأجزاء السود شىء وخصوصا وهى ضعيفة منكسرة، فإن قيل فقد نراها تنعكس عن المخلوط فالجواب أن ذلك لأن الخلط يوجب الفعل والانفعال، ويجب بسبب ذلك امتزاج الكيفية، وسواء فعلته الصناعة أو الطبيعة على أن الطبيعة تقدر على المزاج الذى على سبيل الاستحالة، والصناعة لا تقدر عليه بل تقدر على الجمع، فربما أوجبت الطبيعة بعد ذلك استحالة، والطبيعة تقدر على تلطيف المزاج الذى على سبيل الخلط وتصغير الأجزاء، والصناعة تعجز عن ذلك الاستقصاء، والطبيعة لا تتناهى مذاهبها فى القسمة والنسبة قوة وفعلا، والصناعة لا يمكن أن يخرج جميع ما فى الضمير منها إلى الفعل،
Страница 113