وأيضا فإن المقدار المحمول فى المادة حكمه، فى الأمرين جميعا، هذا الحكم. والصورة أيضا يقبح ما يظن فيها من أنها تحفظ تبديل المادة، حتى يكون البناء المركب من الآجر إذا انتزع منه آجره آجره، حتى يبدل الآجر كله يكون هو بعينه البناء الأول بالعدد، ويكون الشكل والصورة، تنتقل، وهى واحدة بعينها بالعدد من مادة إلى أخرى. وهذا من المحال؛ بل إنما يتم ذلك بأن تبطل الصورة الأولى من البناء مع انتفاض حاملها، وتحدث صورة أخرى شبيهة بالأولى. وهذا شىء قد سلف منا بيانه.
وأيضا إن تبدل بعض المادة، فيجب أن يعلم أن الصورة ليست واحدة بعينها. ولا يلتفت إلى ما يقولون. وذلك أن الباقى من الصورة فى بعض الباقى من المادة هو جزء الصورة. ولعمرى إنه لم يحدث إلا من جهة ليس كلامنا فى مثلها. وإما البعض الآخر من الصورة، وهى التى فى المادة المتجددة، فليس هو الأول بعينه، كما علمت فى متبدل المادة بأسرها، وإنما هو مثل الأول. وإذا كان صورة الكل فى هذا الموضع هى جملة الباقية والحادثة، وليست هى الجملة الباقية، والصورة الباقية بجملتها هى جملة باقية، فليست الصورة باقية عند النمو. فينبغى لنا أن نطلب المخلص من هذه الشبهة، فنقول :
Страница 142