وأما القائلون بالأرض والماء فقد دعاهم إلى ذلك تساوى حاجة المركبات إلى الرطب واليابس .فكلما أنها تحتاج إلى الرطب لتقبل التخليق، كذلك تحتاج إلى اليابس ليحفظ التخليق .فإن الرطب كلما أنه سهل القبول لذلك فهو أيضا سهل الخلع له. واليابس كما أنه صعب القبول لذلك فهو أيضا صعب الخلع له. وإذا تخمر اليابس بالرطب استفاد المركب من الرطب حسن مطاوعته للتخليق، ومن اليابس شدة استحفاظه له. و اليابس و الرطب فى المشاهدة هما الأرض و الماء لا غير. وإما الهواء فبخارى مائى. وأما النار فهواء أسخنته الحركة.
وأما القائل بالأربعة مع الغلبة والمحبة فقد دعاه إلى القول بالأربعة أنه لاشىء منها أولى بأن يجعل عنصرا لصاحبه من صاحبه أن يجعل عنصرا له، وأن القوى الأولى هى الأربع، والمزاوجات الصحيحة منها هى أربع، على ما سنحقق القول فيه بعد.
Страница 89