من ذلك أن تكون الهيولي - لأنها وحدانية - خيرية، ثم إن كانت الوحدانية فيها خيرية، ولكنها لا حق لها غريب، فلتجرد الملحوق به، يلزمه هذا البحث بعينه؛ ثم كيف يتولد من الأعداد حرارة وبرودة وثقل وخفة حتى يكون عدد يوجب أن يتحرك الشيء إلى فوق وعدد يوجب أن يتحرك الشيء إلى أسفل؟ فإن بطلان هذه مما يغني عن تكلف إبانة. على أن قوما منهم جعلوا الأشياء تتولد من عدد يطابق كيفية ويوجد معها، فتكون المبادئ ليست أعدادا، بل أعدادا، وكيفيات وأمور أخرى؛ وهذا محال عندهم. واعلم بعد هذا كله أن التعليميات لا تفارق الخيرية، وذلك لأنها في أنفسها ذوات حظ وافر من الترتيب والنظام والاعتدال، فكل شيء منها على ما ينبغي أن يكون له،وهذا خير كل شيء.
المقالة الثامنة في معرفة المبدأ الأول للوجود كله ومعرفة صفاته
سبعة فصول
الفصل الأول (ا)
Страница 167