فهذه يوجد لها مبدأ فاعلي ومبدأ قابلي وحيث كانا، كان تمام، والتمام هو الاعتدال، والتحديد والترتيب التي بها يكون لها ما يكون من الخواص، وإنما هي لأجل أن يكون على ما هي عليه من الترتيب والاعتدال والتحديد، فإن منع أن يكون هذا تماما أي غاية حركة فلا يمنع أن يكون خيرا ويكون علة لأنه خير، وهناك أيضا إنما كان علة لأنه خير ثم كان اتفق لذلك الخير إن كان تماما لحركة، إذ كان السبيل إليه بحركة. ولولا أن الخواص واللواحق التي لهذه هي غايات تتؤدي إليها هيئاتها لما كان الطالب يطلبها في المواد لتلك الغايات؛ فإن الصانع يحرك المادة إلى أن تكون مستديرة، ولا تكون الغاية هي الاستدارة نفسها بل شيء من خواصها ولواحقها، فتطلب الدائرة لها، فقد صارت هذه العلل أيضا مشتركة فيجب أن ينظر فيها صاحب هذا العلم، وليس ينظر في المشترك فقط بل ينظر فيما يخص علما علما، لكنه مبدأ لذلك العلم وعارض للمشترك؛ فإن هذا العلم قد ينظر في العوارض المخصصة للجزئيات إذا كانت لذاتها أولا وكانت لم تتأدى بعد إلى أن تكون أعراضا ذاتية لموضوعات العلوم الجزئية، ولو كانت هذه علوما مفردة لكان أفضلها علم الغاية وكان يكون ذلك هو الحكمة. والآن فذلك أيضا أفضل أجزاء هذا العلم، أعني العلم الناظر في العلل الغائية للأشياء.
Страница 154