Богословие из книги «Исцеление»

Ибн Сина d. 428 AH
147

Богословие из книги «Исцеление»

الالاهيات من كتاب الشفاء

Жанры

وكل نهاية تنتهي إليها الحركة أو تحصل بعد نهاية الحركة، ويكون الشوق التخيلي والفكري قد تطابقا عليها، فبين أنها غاية إرادية، وليست بعبث البتة، وكل نهاية تنتهي إليها الحركة وتكون هي بعينها الغاية المتشوقة المتخيلة ولا تكون المتشوقة بحسب الفكرة، فهي التي تسمى العبث. وكل غاية ليست هي نهاية الحركة ومبدؤها تشوق تخيلي غير فكري، فلا تخلو: إما أن يكون التخيل وحده هو المبدأ لحركة الشوق. أو التخيل مع طبيعة أو مزاج مثل التنفس أو حركة المريض. أو التخيل مع خلق وملكة نفسانية داعية إلى ذلك الفعل بلا روية. فإن كان التخيل وحده هو المبدأ للشوق سمي ذلك الفعل جزافا، ولم يسم عبثا. وإن كان تخيل مع طبيعة مثل التنفس، سمي ذلك الفعل قصدا ضروريا أو طبيعيا. وإن كان تخيل مع خلق وملكة نفسانية سمي ذلك الفعل عادة، لأن الخلق إنما يتقرر باستعمال الأفعال، فما يكون بعد الخلق يكون عادة لا محالة. وإذا كانت الغاية التي للقوة المحركة وهي نهاية الحركة موجودة ولم توجد الغاية الأخرى التي بعدها وينحو التشوق وهي غاية الشوق فيسمى ذلك الفعل باطلا، كمن حصل في المكان الذي قدر فيه مصادفة الصديق ولم يصادفه هناك، فسمي فعله باطلا بالقياس إلى القوة المتشوقة دون القوة المحركة وبالقياس إلى الغاية الأولى دون الغاية الثانية. وإذا تقررت هذه المقدمات فنقول: قول من يقول إن العبث فعل من غير غاية البتة هو قول كاذب. وقول القائل أيضا إن العبث فعل من غير غاية البتة هي خير أو مظنون خيرا، هو قول كاذب. أما الأول فإن الفعل إنما يكون بلا غاية إذا لم يكن له غاية بالقياس إلى ما هو مبدأ حركته، لا بالقياس إلى ما ليس مبدأ حركته، وإلى أي شيء اتفق. وما مثل به في الشك من اللعب باللحية، فمبدأ حركته القريبة هو القوة التي في العضلة، والذي قبله تشوق تخيلي بلا فكر، وليس مبدؤه فكرا البتة، فليس فيه غاية فكرية، وقد حصلت فيه الغاية التي للتشوق التخيلي وللقوة المحركة، فبين أن هذا الفعل بحسب مبدئه المحرك، منته إلى غاية، وأنه إنما لا يتحرك إلى غاية بحسب ما ليس مبدأه المحرك. ولا يجب أن يظن أن هذا يصدر لا عن شوق تخيلي، فإن كان فعل نفساني كان بعد ما لم يكن، فهناك شوق ما لا محالة، وطلب نفساني، وذلك مع تخيل ما، إلا أن ذلك التخيل ربما كان غير ثابت بل سريع البطلان، أو كان ثابتا ولكن لم يشعر به، فليس كل من تخيل شيئا يشعر مع ذلك ويحكم أنه قد تخيل؛

Страница 146