Богословие из книги «Исцеление»

Ибн Сина d. 428 AH
142

Богословие из книги «Исцеление»

الالاهيات من كتاب الشفاء

Жанры

فصل في العلل الأخرى العنصرية والصورية والغائبة

فهذا ما نقوله في المبدأ الفاعلي، ولنشرح الآن القول في المبادئ الأخر، فأما العنصر فهو الذي فيه قوة وجود الشيء، فنقول: إن الشيء تكون له هذه الحالة مع شيء آخر على وجوه: فتارة يكون كما للوح إلى الكتابة، وهو أنه مستعد لقبول شيء يعرض له من غير تغير فيه ولا زوال أمر كان له عنه. وتارة يكون كما للشمعة إلى الصنم، وللصبي إلى الرجل، وهو أنه مستعد لقبول شيء يعرض له من غير أن يتغير من أحواله شيء، إلا حركة في "أين" أو "كم" أو غير ذلك. وتارة يكون كما للخشبة إلى السرير، فإنه ينقصه بالنحت شيئا من جوهره. وتارة يكون مثل ما للأسود إلى الأبيض، فإنه يستحيل ويفقد كيفيته من غير فساد جوهره. وتارة يكون كما للماء إلى الهواء، فإنه يكون الهواء عنه بأن يفسد. وتارة يكون كما للمني إلى الحيوان، فإنه يحتاج أن ينسلخ عن صور له انسلاخات حتى يستعد لقبول صورة الحيوان. وكذلك الحصرم للخمر. وتارة يكون كما للمادة الأولى إلى الصورة، فإنها مستعدة لقبولها متقومة بالفعل. وتارة يكون مثل الهليلجة إلى المعجون، فإنه ليس عنه وحده يكون المعجون، بل عنه وعن غيره فيكون قبل ذلك جزءا بالقوة. وتارة يكون كما للخشب والحجارة إلى البيت، فإنه كالأول، إلا أن الأول إنما يكون عنه المعجون بضرب من الاستحالة، وهذا ليس فيه إلا التركيب. ومن هذا الجنس أيضا الآحاد للعدد، وقد يجعل قوم المقدمات كذلك النتيجة، وذلك غلط. بل المقدمات كذلك لشكل القياس، وأما النتيجة فليست صورة في المقدمات، بل شيئا يلزم عنها، كأن المقدمات تفعلها في النفس. فعلى هذه الأنحاء نجد الأشياء الحاملة للقوة، فإنها إما أن تكون حاملة للقوة بوحدانيتها أو بشركة غيرها. فإن كانت بوحدانيتها فإما إلا يحتاج فيما يكون منها إلا إلى الخروج بالفعل لذلك فقط، وهذا هو الذي بالحري أن يسمى موضوعا بالقياس إلى ما هو فيه، ويجب أن يكون لمثل هذه بنفسه بالفعل قوام، فإنه إن لم يكن له قوام لم يجز أن يكون متهيئا لقبول الحاصل فيه، بل يجب أن يكون قائما بالفعل؛ فإن كان إنما يصير قائما بما يحله فقد كان فيه شيء يحله قبل ما حله ثانيا به يقوم، وإما أن يكون الثاني ليس مما يقومه بل مضافا إليه أو يكون وروده يبطل ما كان يقيمه قبله فيكون قد استحال، وقد فرضناه لم

Страница 141