وفي الذروة من هذا المعنى قول عمران:
أفي كل عام مررضة ثم نقهة ... وينعى ولا ينعى متى ذا إلى متى!! وتقول امرأة من الخوارج:
أحمل رأسًا قد سئمت حمله ... وقد سئمت دهنه وغسله ... ألا فتى يحمل عني ثقله ... هنالك إذن هذه الغاية التي نستطيع أن نسميها " غتية الموت "، وهي التي تكيف الحياة عند الخوارج وتوجه الشعر والأدب عامة، وقد ثارت عليها النزعة الإنسانية ثورات، مرة بتصوير جمال الحياة، ومرة باللجوء مجالسة الأمراء الذين يعدهم الخوارج ظالمين، مثلما فعل سميرة بن الجعد حين أخذ يجالس الحجاج فكتب إليه قطري يقول:
فراجع أبا جعد ولا تك مغضبًا ... على ظلمة أعشت جميع النواظر
وتب توبة تهدي إليك شهادة ... فانك ذو ذنب ولست بكافر ومن أوضح صور الخذلان ما عبرت عنه امرأة في مقارنة عقدتها بين لذة الحياة الجنسية وصعوبة القتال، ثم انهت ذلك بقولها؟ وهي ترتد عما أخذت فيه -:
مروا بنا نرجع إلى ديننا ... فكل دين غيره باطل
وملة الضحاك متروكة ... لا يجتبيها أحد عاقل كذلك نجد من صور الخذلان التذمر من التنقل استعدادًا للمعركة في قول بعضهم:
ألا ليست شعري هل أبيتن ليلة ... بعيدًا من اسم الله والبركات
1 / 15