ويا ما عبينا السلي
تين أسود من تينتنا
ويا ما لعبنا عا التلي
نحن وبنات جارتنا
وإذا مررت أمام هيكل سمعت ألحان الكاهن التائهة في حنايا الكنيسة وسراديبها، الشماس يوقع ضربات ناقوسه على ترتيله، والخوري يرن ويعول. وإذا كان القداس يوم أحد أو عيد كبير فهناك صنوج تزعق وتفر أصواتها حتى تملأ الآبار العتيقة فتنتعش وتحيا.
ولا ننس الأصوات الرخيمة التي تنشرها المآذن، إنها تنتقل من سطح إلى سطح، فتجتاز الأبعاد والآماد حتى تلج أعمق أعماق النفوس، فتطرب وتهدي وتحيي عظام النفوس وهي رميم، سبحانك اللهم كم جمعت في لبنان من جمال! لو كان لنفوسنا منه قسم وافر، لكنا خير بقاع الدنيا.
أما قال شوقي في لبنان:
لبنان والخلد اختراع الله لم
يوسم بأبهى منهما ملكوته
أجل إنها موسيقى تصادفها أنى مشيت، فالأوابد من طير وحيوان لا تتوانى قط عن اقتناص الطرب، وهي أيضا، كناس لبنان، فرحة، جذلة، مرحة. فبينا أنت ماش تفكر، إذا برف حجال يتكلم، أو يفر، فترتعد وتبدأ بين حنايا ضلوعك موسيقى قلبك الرعاد، ثم يناجيك حسون معتذرا عن إساءة الحجل وفظاظته.
Неизвестная страница