Sheikh Saad Al-Breik's Lessons

Саад аль-Бурайк d. Unknown
101

Sheikh Saad Al-Breik's Lessons

دروس الشيخ سعد البريك

Жанры

التذكير بنعيم الجنة أحبابنا: من نحن بلا ربنا؟ من نحن بلا ديننا؟ من نحن بلا رسولنا؟ حياتنا هذه اجتماعٌ ينتهي إلى الفراق، ولذة تكدرها الأسقام، العافية والصحة يهدها المرض أرضًا، ويطرحها طولًا وعرضًا، قوتنا تفنى، وتبقى قوة الله لا تفنى أبدًا، الشراب الذي نتمناه يتحول بولًا لا نطيق سماعه ورؤيته، والطعام الذي نأكله ينتهي إلى عذرة لا يطيق الرجل سماع اسمها وذكرها. تفكر في منتهى حسن الذي أنت تهواه تجد أمرًا جلل تفكر إذا أردت أن تعرف حقيقتك يا مذنبًا يا ضالًا يا مقصرًا يا مترددًا، يا من تقدم خطوةً في الهداية وترجع خطوتين، يا من تشاور نفسك هل تلتزم أو لا تلتزم؟ هل تدعو أو لا تدعو؟ هل تستقيم أو لا تستقيم؟ تنصر دين الله أو لا تنصر دين الله؟ قبل هذا اسأل نفسك: من أنت؟ وما هي حياتك؟ فحينئذٍ والله لن تستكثر ما بذلته من نفسك ونفيسك، وغاليك ورخيصك، وأنت وأهلك وبيتك ومالك، لا تستكثرها لجنة عرضها السماوات والأرض، يقال لأهلها: خلودٌ ولا موت، ويقال لأهلها: يا أهل الجنة! إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، لا يمكن أن يأتي الطبيب ليأخذ عنك الضغط، أو يرى مقياس السكر، أو يرى نسبة الكوليسترول، أو يرى فيك صداعًا، أو يرى فيك فشلًا كلويًا، أو ضعفًا في البصر، أو آلامًا في الرأس، أو ضعفًا في الأعصاب، أو وجعًا في المفاصل، أو بلاءً في فقار الظهر، لا والله يا أهل الجنة! إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا صحة دائمة لا تنقطع أبدًا، عافية مهما بذلت فيها من العمل وأي عملٍ لك؟ عملك في لذتك، شغلك فيما تتلذذ به، إننا حتى لذاتنا تتعبنا، حتى اللذات تؤذينا، حتى ملذاتنا تقتلنا، لذتنا في الشراب إذا زاد آلم أجوافنا، ولذتنا في الطعام إذا زاد قتلنا، ولذتنا في كل شيء تنتهي إلى ضعف، أما لذاتنا في الجنة -نسأل الله أن نكون وإياكم من أهل الجنة- فلذات لا تنقطع أبدًا يا أهل الجنة! إن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا لن ترى في الجنة حدبًا يتوكأ على عصا، لن ترى في الجنة ضعيفًا قد هدته السنون، مع أن النعيم في الجنة مقيم، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ [هود:١٠٨]، الله أكبر! سنين طويلة لا يتحول سواد الشعر إلى شيب، ولا طول القوام إلى انحناء وحدب، سنين طويلة لا تتجعد فيها البشرة، ولا تضعف فيها الأبدان أبدًا، هذا نعيم أهل الجنة (إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وأن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وأن تسعدوا فلا تشقوا أبدًا). الله أكبر! اللهم إنا نسألك بأسمائك وصفاتك ألا تحرمنا الجنة، اللهم إنا نسألك بأسمائك وصفاتك ألا تحرمنا جنتك يا رب العالمين، اللهم هديتنا إلى الإسلام وما سألناك، فأعطنا الجنة وقد طلبناك ورجوناك. أيها الأحبة: ينبغي أن نعرف مقامنا في ضعفنا وذلنا وهواننا، وأن نعرف مقام الله في عظمته وربوبيته وألوهيته وكمال أسمائه وصفاته.

6 / 3