عند تناول رحلات الشيخ محمد بن عبد الوهاب أمرين مهمين:
الأول: أن الكتاب وصل إلى المتحف البريطاني بلندن عام ١٢٧٧ هـ ١٨٦٠ م (١) مما سهل على المستشرقين الغربيين الرجوع إلى هذا المرجع، والاعتماد عليه، وإهمال المصادر التاريخية الموثوقة.
الثاني: قلة المعلومات حول رحلات الشيخ محمد بن عبد الوهاب في المصادر التاريخية، يقول الدكتور منير العجلاني: " ومن المؤسف أن ابن غنام وابن بشر وغيرهما من مؤرخي نجد لم يتبسطوا في وصف رحلات الشيخ إلى خارج نجد، وهذا مما جعل بعض المستشرقين يطلبون مصدرًا آخر لمزيد من المعرفة برحلات الشيخ، فوقعوا على كتاب " لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب " ونقلوا منه، ونقل عنهم مؤرخون عرب، فضلوا وأضلوا " (٢) .
٤ - عدم صحة ما ذكره توماس باتريك هيوس من أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد أداء الحج زار قبر النبي ﷺ، وذلك لأن الكتب التاريخية الموثوقة أشارت إلى أنه زار مسجد الرسول ﷺ؛ إذ لا تشد الرحال إلا لذلك، وزار القبر وسلم على رسول الله ﷺ وصاحبيه تبعًا لذلك.
٥ - عدم صحة ما ذكره توماس باتريك هيوس من أن الشيخ محمد بن
(١) انظر كتاب: لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب، ص هـ.
(٢) تاريخ البلاد العربية السعودية: د. منير العجلاني، ج١، ص١٧٨، دار النفائس، ١٤٠٣هـ ١٩٨٣ م.