Шайтан Бантаур
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
Жанры
ومختلف الأنغام للأنس أجلب
فإن الملك وإن أشرق وجه الأرض من ثنائه، وامتلأ فم الدنيا من مدحته، وسيرت ذكره الأشعار، وبزت أعماله القائلين، وتكاثرت مناقبه على الناظمين، فما زال يهزه المداح وما انفك يطرب للإطراء ويرتاح .
قلت: ستجدني يا مولاي من المحسنين.
وعندئذ حملني النسر إلى القصر، فدخلنا حجرة ليس أجمل منها في الناظر، ولا أجل منها في الخاطر، في وسطها سرير فاخر، وهو يزهو بالجواهر، منضودة من الخشب النادر، اضطجع فيه رجل يغضى من مهابته، ولا تثبت النفس إزاء جلالته، حفظ الزمن الغضاضة على وجهه النقي من الشعر، وعلا التاج منه رأسا ملء التاج، وهو كالتمثال له عينان ولا يبصر.
وكان النسر قد تمثل بشرا سويا، واستأذن في الوصول، فاستقدمه الملك، فحين نقل القدم في الحجرة العالية، استقبل مولاه مستجمعا من الخشوع، غاضا من بصره من المهابة، ثم قال: سلام من هوروس إليه، سلام الآباء والأجداد عليه! أيها الشمس المضطجعة في سرير مجدها وضوءها يغشى البلاد، ويبعث حياة للعباد، هذا هدهد ناطق، انفرد في الآخرين بتقديس ذاتك، والتمدح بصفاتك، والبكاء بعدك على رفاتك، فاستحق أن يحسب على التفاتك.
قال الملك: لعله هدهدك السحري يا بنتاءور!
قال: كذلك لقبوه في المدينة يا مولاي.
فالتفت رمسيس إلي كأنه يراني وقال: ماذا يقال عنا أيها الهدهد في زمانكم النكد، وأيامكم السود، وعهدكم النكر، وسنيكم العجاف؟ وماذا يعلم عنا ذلك الجيل الصغير، والجمع المتفرق، والعقد المتمزق، والنسل الذي سمونا بالبناء والحجر، ولم نسم به في يوم مفتخر؟
قال الهدهد: فعجبت من حرص الملك على ذكره من بعده، وكيف أنه قدم هذا الأمر على غيره في ابتداء الحديث، وعلمت أن حب تخليد الذكر هو رأس المطالب العالية، لا يتأسس بناء في المجد إلا به، ولا تقوم شهرة ثابتة راسخة إلا عليه، وحرت فلم أدر كيف أجيب، أأصدق الملك فأقول له إن القوم ضيعوا عهدكم، وأغفلوا ذكركم، وجادوا للأجانب بكثير مما تركتم، واتخذوا منهم النباشين، واستخدموا منهم الكشافين، واستقدموا منهم العلماء الباحثين، أم أكذبه فأمدحه وأطربه، وأعلي ذكره وأغليه؟
وكان الأستاذ قد نظر إلي نظرة مغضب، كأنه ينهاني عن التردد، فأنشدت:
Неизвестная страница