Лекции о шейхе Абд аль-Кадире аль-Магриби
محاضرات عن الشيخ عبد القادر المغربي
Жанры
5
واستمر المغربي يدعو إلى تحرير المرأة، ويكتب البحوث العديدة في ذلك، وكان من أشهر تلك المقالات كلمة كان لها دوي هائل قال فيها:
ألزم الدين الإسلامي المرأة بالعلم وفرض طلبه وتحصيله عليها، كما أعطاها من جهة ثانية حق التملك والاستقلال وحرية التصرف فيما تملك، فإذا شاءت بيعه أو هبته أو وقفه، أو أي نوع من أنواع التصرف فيه جاز لها ذلك من دون أن يكون لزوجها أو أبيها أو أي كان حق في معارضتها ... يقولون: إن الدين الإسلامي كما شرع ذلك ألزم المرأة بالحجاب والهدوء في المنزل وعدم الخروج منه إلا لزيارة والديها، ثم لزيارة القبر وعدم مخالطة أحد والحديث مع أحد، وإذا اضطرت إلى الكلام مع أجنبي فتغير صوتها الرخيم بأن تضع أصابعها في حلقها وتخور كما يخور الثور.
المرأة التي لا تعرف في حياتها سوى محارمها، ولا تخرج من بيتها إلا إلى قبرها تبقى بالضرورة جاهلة، فلا تقدر أن تتعلم ما يلزمها علمه بالوجه العام، ولا ما يلزمها أن تتعلمه لصيانة أملاكها والذود عن حقوقها من وجه أخص. حجابها المصطلح عليه يؤدي بها إلى الجهالة وإلى التجرد من حق التملك وحرية التصرف فيما تملكه ...
هذا تناقض ظاهر، وتضارب بين أصول الإسلام، وقواعده الكبرى الاجتماعية لا يمكن معه أن تنهض أمة ويرتقي شعب ... لا نعلم كيف نوفق بين الأمرين ونطبق هذين الأصلين، هل نقول: إن الأصل في الإسلام هو إعطاء الحرية والاستقلال للمرأة، وإنها مكلفة بتحصيل العلم عملا ... أو نقول بالعكس: إن الحجاب وقصر المرأة في دائرة ضيقة من حياتها المعاشية والعلمية والأدبية هو الأصل الشرعي والقاعدة الأساسية، وإن علمها وتعليمها وحريتها واستقلالها وتصرفها كل ذلك دخيل في تعليم الدين ومدسوس على الشريعة ...
6
إلى أن يقول مؤيدا رأيه في سفور المرأة وحريتها:
وهذا التضارب أمر مستحيل يجب علينا أن ننفيه بكل قوتنا، وإذا تعسر علينا الجمع بين الأصلين واضطررنا إلى النظر في أمرهما والبحث عن سرهما. ولا أرى مجالا للريب أو الشك في مشروعية الأصل الأولي القائل بأن المرأة مخلوق بشري، وإنها إنسان ذو قوى ومواهب مثل الرجل، وإن عليها أن تتعلم ولها الحق أن تكون حرة مستقلة مطلقة التصرف. ممتعة بسائر حقوقها، ولا ريب في هذا، وإنما الريب في الأصل الثاني، وهو أن تكون محجبة بهذا النوع من الحجاب المعروف.
7
وما أن نشر المغربي مقاله هذا حتى ثارت عليه الحملات في مصر والشام، وأخذت الجرائد تهاجمه وتتهمه بالمروق والكفر فانبرى لكتابها يصاولهم، وكتبت في ذلك عدة مقالات كان من أجرئها مقالته التي نشرها في جريدة العلم المصري بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني 1911) ونقلتها عنها مجلة الهداية للشيخ عبد العزيز جاويش في تلك السنة، وتناقلتها جريدة «المفيد»، البيروتية و«المقتبس» الدمشقية، وفيها «شرع الإسلام في جملة ما شرع من الأحكام أدبا خاصا بالمرأة متعلقا بموقفها إزاء الرجل الأجنبي عنها، وقد تنوع هذا الأدب وتطور وسمى حجابا. والغرض منه صيانة كرامة النساء وتوفير حرمة الأعراض من حيث يؤدي ذلك إلى دفع الشرور ... ولكن ما هو حد الحجاب وكيفيته وشكله؟ لم يحدد الإسلام له صورة خاصة ولا كيفية يتبعها، وإنما أشار إلى طرائق تساعده على الوصول إلى الغرض المقصود منه، ويمكن إرجاع هذه الطرائق إلى ثلاثة أمور: (1)
Неизвестная страница