Лекции о шейхе Абд аль-Кадире аль-Магриби
محاضرات عن الشيخ عبد القادر المغربي
Жанры
11
والحق أن المغربي لو سلك سبيل القضاء والوظائف الرسمية لضاع في ذلك الخضم، ولكن انصرافه إلى الكتابة جعل منه فردا من بناة حركتنا الإصلاحية، وقد كان في القاهرة يحرر في جريدتي «الظاهر» و«المؤيد» حتى عرفه الناس على الرغم من توقيعه مقالاته بتواقيع مستعارة، إلى أن انزاح كابوس الظلم الحميدي عن البلاد الشامية بعد إعلان الدستور العثماني سنة 1908م فرجع إلى بلدة طرابلس الشام سنة 1909م.
أخذ المغربي بعد اتصاله بالأفغاني ومحمد عبده يجهر بضرورة الإصلاح الديني والاجتماعي، والتنبيه إلى تأخر المسلمين ولزوم إحداث انقلاب ديني اجتماعي يعود بالمسلمين إلى بساطة الدين وأصوله الثابتة، كما كان يجهر بانتقاد الطريقة التي كان عليها رجال العهد الحميدي في إدارة البلاد العثمانية وأسلوبهم في الحكم مما أخر المسلمين عن أمم الأرض، وكانت رسائله بهذا الشأن لا تنقطع إلى الشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا، الذي سبقه في السفر إلى مصر عام 1315ه، وقد عثرنا على بضعة أبيات من قصيدة كان المغربي نظمها، يخاطب بها السلطان عبد الحميد، وينتقد سياسته الداخلية انتقادا شديدا وإهماله إصلاح أحوال المسلمين من رعيته وهي قوله:
بلغ أمير المؤمنين نصيحة
تبغي القبول ولا تريد ثوابا
قبر تعمره ببدرة عسجد
وتعيد عمران البلاد خرابا
12
تكسو الدعي الحلة البيضاء إذ
تكسو الشعوب من السواد ثيابا
Неизвестная страница