ومن أمثلة ذلك ما نراه عندما جاء مندوب الملك إلى حاكم المدينة يطلب إليه أن يدك حصونها إعلانا لخضوعه لملك البلاد، فلما انصرف المندوب قال الحاكم:
الحاكم :
انظر إليه يا جراندير.
جراندير :
رجل صغير الحجم يثير مرآه الضحك.
الحاكم :
إننا جميعا يا صديقي العزيز خياليون، إننا نتصور أن الذي يغير حياتنا رسول مجنح يمتطي جوادا أسود، ولكنه في أكثر الأحيان رجل رث، صغير الحجم، يتعثر في الطريق ...
ونستطيع من زاوية أخرى أن نقول إن هذه المسرحية تعالج مشكلة الحياة الخاصة للإنسان، هل يستطيع المرء أن يحيا حياته الخاصة، غير متأثر بالبيئة الاجتماعية التي يضطرب فيها؟
لكم يتمنى الإنسان ذلك، لكن هيهات، فالإنسان حيوان سياسي كما قال أرسطو، بمعنى أنه إنسان اجتماعي، لا يمكنه أن ينعزل وينفرد في حياته.
ولقد زادت هذه الظاهرة في العصر الحاضر بزيادة الاتصال بين أطراف العالم، فإن ما يجري في كوبا أو في برلين أو فيتنام يؤثر في حياة كل فرد في أي صقع من أصقاع العالم.
Неизвестная страница