وليس حياء الوجه في الذئب شيمة
ولكنه من شيمة الأسد الورد
فإذا ذهب الحياء من الأحياء، فليس إلا وجه وقاح، لا يميز الحسان من القباح، وليس إلا نفس دنية لا تفرق بين التحليق والوقوع، وجلالة لا تستقذر شيئا ولا تتقزز من شيء.
إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
الأحد 6 ذي القعدة/20 أغسطس
وجوه ناطقة ووجوه صامتة
يبين على وجه الإنسان حالات نفسه من غضب ورضا، وفرح وحزن، فضلا عن حالات الجسم من صحة ومرض، وجوع وشبع ... وهلم جرا.
وكذلك تظهر على الوجه بعض الظهور السجايا والطبائع، فربما يتبين على الوجه ما في السجايا من إباء وذلة، وعفة وشره، ورحمة وقسوة، وهكذا كل سجايا الخير والشر والطيب والخبيث.
وقد بدا لي اليوم وأنا أسير في طريق آهل بالسابلة، تلقى السالك فيه ضروب الوجوه، وأنواع السحن، أن في وجوه الناس وجوها يسوغ أن نسميها وجوها معبرة كأنها تعبر عن معنى في نفسها، وكأنها تخاطب الناظر إليها. فترى وجها كأنه في دهشة مستمرة وحيرة دائمة، وكأنه يتأمل في العالم ويتحرى أمرا أذهله عما سواه. وترى وجها لا يعبر عن دهش ولكن في تقاسيمه ضربا من السؤال والاستفهام. وآخر كأنه مشفق على الناس أو مشفق منهم، فهو ساهم أو واجم. وأحيانا ترى وجها يخيل إليك أنه حزين، ووجها كأنه فرح ووجها تحسبه ساخرا وآخر تظنه ساخطا.
ووجوه لا تعبر عن شيء كالإنسان الذي يكتم سره ويخفي فرحه وترحه، فلا يعرف مخالطه ما يكتم في نفسه؛ ولكنها وجوه فيها وقار تعرف فيه الهيبة ولا تجرؤ على التطلع إلى ما وراءها.
Неизвестная страница