Шарх Бухнир на учение Дарвина
شرح بخنر على مذهب دارون
Жанры
إن البالنتولوجية البشرية ربما تظهر لنا يوما من الأيام أجساما حية نحتار فيها: أبشر هي أم قرود بشرية!
وهو يقول أيضا من كتاب في كثرة الفروع البشرية (سنة 1864) من فصل منه ما نصه:
من يقول أننا لا نجد غدا جمجمة قد نضطر لوضعها بين القرد الشبيه بالإنسان والإنسان.
وإنه لأمر مقرر في سائر الأحوال أن ما اكتشفه وحصله العلم مهما كان قليلا وناقصا، فجميعه يشير إلى معنى واحد؛ أي إلى رباط شديد يربط الإنسان بالحيوان. وإذا كان غير ذلك، فلماذا لم نجد أمرا واحدا يدل على الضد منه، أو شيئا يدل على الفردوس، أو على صورة بشرية أكمل من الصورة الحاضرة من الصور الكاملة التي خلقها الله، والتي نحن أولاد لها، ولحق بهم النقص بسبب الخطية، فالجواب: لأن ذلك أمر مستحيل؛ إذ لا يمكن أن يكون شيء يضاد وحدة الطبيعة، قال بوشه: «الطبيعة واحدة، وسعي العلوم الحديثة إنما هو للوصول إلى هذه الوحدة.»
وإذ تقرر ذلك لم يبق علينا إلا أن نعرف كيف تخلص عقل الإنسان وصورته من عقل الحيوان وصورته؟ وبأي الطرق؟
ليس لنا من المواد ما يكفي للجواب على هذه المسألة جوابا صريحا أكيدا، إلا أنه يمكن توضيح بعضها والبحث في هل حصل ذلك فجأة أو رويدا رويدا؟ فليل الذي بحث فيها في كتابه «قدم الجنس البشري» يزعم أن هذا الارتقاء حصل للإنسان فجأة، مستندا فيه إلى النوابغ الذين نبغوا في التاريخ بدون أن يكون في أجدادهم شيء من الذكاء يدل على مجيئهم، فربما حصل هكذا في بعض الأفراد أو الأصول الحيوانية، فشبت فيه بعض الصفات البشرية، فنشأ عنه فرع أقرب إلى الإنسان. وهذا الزعم فيه شيء من المذهب الذي تكلمنا عنه فيما مر؛ أي مذهب التكوين الكثير الطبائع للأستاذ كوليكر.
فمن أراد تصديق هذا الرأي فهو مخير، وأما أنا فلا أراه ضروريا، بل الارتقاء البطيء كاف للتعليل عن كل أمر. والنوابغ لا يسقطون من السماء كما يظهر من كلام ليل، بل هم نتيجة فعل النواميس الطبيعية المحدودة الأموال المناسبة، كطبيعة الوالدين، وامتزاج صفاتهما المتضادة امتزاجا حسنا. وأضف إلى ذلك التربية والأسرة والمكان والزمان، وغير ذلك من الشروط التي لا تنبغ النوابغ بدونها. وما عدا ذلك ففي الطبيعة ناموس عام، هو أن صغار الحيوانات والقرود والبشر الذين هم من أدنى جنسهم، يتشابهون أكثر من البالغين في تكوين الجمجمة وقابلية العقل؛ فإن صغار القرود خاصة يشبهون جدا الأطفال باستدارة جمجمتهم، ولا تتميز فيهم صفات القرد إلا مع السن، فتبدو الانخفاضات والبروزات والشكل الزاوي، وبروز الوجه عن الجمجمة. وكذلك يحصل في الأخلاق فتزداد القرود شراسة وقساوة، ولا تذعن للتربية كلما طعنت في السن. وهكذا أيضا في أولاد السود كما يعلم من روايات يوثق بها، فإنهم يظهرون في المدارس ذكاء وقابلية للتهذيب لا مزيد عليهما، فإذا بلغوا أشدهم تخلقوا بأخلاقهم الوحشية، وخسروا كل ما اكتسبوه بالتعليم كأن لم يكن شيء من ذلك. فمثل هذه الشواهد يعلمنا أنه يوجد في سن الصبوة استعداد خصوصي لقبول الارتقاء، فإذا وافقت الأحوال الخارجية فربما شب أصل من الأصول لما فيه من القابلية وهو صغير، فبلغ ارتقاء عاليا حسيا ومعنويا.
أرنست هكل.
فما هي الآن نتيجة إطلاق مذهب التحول على الإنسان، هل هي جيدة أم ردية؟ معظمة أم محقرة؟ مكروهة أم مقبولة؟ وهل أصاب «ولفجان منزل» في تنديده بي حيث صرخ متكرها: «الإنسان ابن قرد، آلة مصنوعة للبهيمية!» أو يجب اتباع رأي هكسلي الذي يقول: إنه عوضا عن أن نرى في انحطاط أصل الإنسان عارا وسببا للقنوط، ينبغي علينا باعتبار أصلنا وما وصلنا إليه بالتربية أن نزداد رغبة ونشاطا لبلوغ غاية أعظم فأعظم، وأعلى فأعلى دائما.
فأنا من هذا الرأي، وأختم مقالتي بكلام استعرته من كتاب «تاريخ الرأي المادي» للفاضل لانج، حيث قال:
Неизвестная страница