Шарх Бухнир на учение Дарвина
شرح بخنر على مذهب دارون
Жанры
وأما صورة هذه الأحياء على رأيه فكانت كرية بسيطة؛ أي ذات خلية واحدة، وغذاؤها كان كما هو اليوم من خميرة المادة غير العضوية، وخاصة من كربونات النشادر،
20
وأن هذا التولد لم يحدث في مكان واحد من الأرض، بل في القسم الأعظم من سطحها، ولبساطة الأحوال الفاعلة في سطحها حينئذ كانت الصور المتكونة أولا بسيطة جدا؛ أي من ذات الخلية الواحدة، ولا يبعد أن يكون كذلك؛ لأنه لا يزال مثل هذه الأحياء ذات الخلية الواحدة موجودا في أرضنا حتى اليوم.
وهو يظن أنها لا حيوان ولا نبات، بل شيء شبيه بكثير مما لا يزال يرى حتى اليوم من الصور المتوسطة بين العالمين، وبالارتقاء انشق وتحول إليهما. وقد جعلها بعضهم عالما ثالثا قائما بنفسه، سماه عالم البروتيست - أي عالم الأحياء الأولى - وهو يعرف الحيوان منها بقابليته للانقباض، والنبات بعدم وجود هذه القابلية فيه، فإذا انقبضت الكرية فهي حيوان، وإلا فهي نبات. على أن من الكريات ذات الخلية الواحدة ما ينقبض في بعض أطوار حياته، ولا ينقبض في البعض الآخر؛ فهي لذلك نقطة اتصال العالمين. ومن الكريات ذات الخلايا الكثيرة أيضا ما له الخاصة المذكورة أو ما يقرب منها؛ ولذلك لم يكن للنبات والحيوان صفة معلومة خصوصية يتميز بها الواحد عن الآخر، ولا يتميزان هكذا إلا في الطبقات العليا منهما، وبصفات جمة ظاهرة. وليس من الغريب على رأيه أن يلتقي في طبقات الأرض القديمة حيوانات ونباتات معا، بعضها بجانب بعض خلافا للمذهب القديم الذي يزعم أن النبات سبق الحيوان وهو خطأ.
ومن هذه الأحياء ذات الخلية الواحدة تكونت على رأيه الأحياء الكثيرة الخلايا (حتى أعظم الأحياء). وعنده أن نمو الأجسام العضوية الأولى ذو شبه شديد بنمو الجرثومة في أطوار الحياة الجينية؛ فإن أقدم أصول السمك الأحفوري ليس له هيكل عظمي، بل غضروفي، وفي نظير السمك الحالي في أوائل حياته. وأقدم ذوات الفقرات ليس لهيكله سوى ثلاثة أقسام كبيرة: «رأس وثقب وذنب»، نظير ذوات الثدي الحاضرة في أوائل أطوار الحياة الجنينية. وإذا كنا على رأيه لا نزال نرى أصولا لسائر درجات الحياة العضوية حتى أدناها؛ فلأن طريقة نمو الأحياء ذات الكرية الواحدة لم تتغير أحوالها اليوم عما كانت عليه في الأطوار الأولى. وعنده أنه لا يرجى العثور على بقاياها في الأرض؛ لشدة صغرها ورخاوتها، وللتغيرات الشديدة العظيمة التي حصلت في الحجار القديمة فيما مر من الدهور.
21
وقد تكلم الأستاذ هكل من «يانا» بهذا المعنى نظير جيجر أيضا، وزاد عنه إيضاحا وتأكيدا. ويظهر من أبحاثه أنه يوجد تحت ذات الخلية الواحدة أحياء أدنى أيضا لا بناء لها، ولا صورة خلية، ولا نواة، ولا أعضاء تغتذي بالامتصاص وتنمو بالانقسام. وهي كتل صغيرة من الألبيومن لها خاصة الانقباض إلى حد ضعيف جدا، وتقترب جدا من جنس الريزوبود (الحيوانات الجذرية الأرجل) الذي يختلف عنها بقوقعته الكلسية. وهي تغير منظرها بإخراجها من جسمها زوائد رخوة لا شكل لها، تسمى أرجلا كاذبة، وقد سماها هكل مونيرا
22
لبساطتها، فالمونير إذن أجسام عضوية البومينية، لا شكل لها، طبيعتها واحدة، ولها خاصة التغذية والتوليد. وجميع الوظائف العضوية عوضا عن أن تتم فيها كما في الحيوانات العليا بواسطة أعضاء خاصة، فإنها تصدر رأسا من المادة العضوية التي لا شكل لها.
وهو يقول: إن هذه المونير أو الكريات البلاسموية
Неизвестная страница